الرئسيةسياسة

هيومن رايس ووتش تطالب السلطات بإسقاط المتابعة في حق ربيع الأبلق وتعتبر الصحافة المستقلة التي كانت “نابضة بالحياة لم تعد سوى ذكرى بعيدة”

في 23 مارس اعتقلت السلطات المعلّقة سعيدة العلمي واحتجزتها وحاكمتها بتهمة "الإساءة إلى مسؤولي الدولة" بعد أن انتقدت على فيسبوك قائد شرطة رفيع المستوى وندّدت بقمع الصحافيين والنشطاء لا تزال محاكمتها جارية

دعت منظمة هيومن رايس ووتش المغرب، اليوم الثلاثاء، بإسقاط التهم الموجهة إلى ربيع الأبلق، الذي كان قد اعتقل  على خلفية احتجاجات “حراك الريف”، ويتابع بسبب فيديو نشره على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأضافت الهيئة الحقوقية،  إن على السلطات المغربية إسقاط التهم الموجهة للأبلق، الذي  يواجه بعقوبة بالسجن تصل إلى 4 سنوات بتهمة عدم احترام شخص الملك. هذه القضية هي الأحدث في سلسلة محاكمات تستهدف منتقدين  للملك على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت الهيئة الحقوقية الدولية، مَثل أن ربيع الأبلق مَثل  أمام محكمة في مدينة الحسيمة، شمالي المغرب، في 11 أبريل 2022، ومن المتوقع أن تُصدر حكمها في 25 أبريل. وأن التهمة تستند  إلى مقطعي فيديو منشورين على “فيسبوك” و”يوتيوب” خاطب فيهما الأبلق الملك بنبرة غير رسمية، وقارن ثروته الشخصية بالفقر المنتشر في المغرب، مشيرة، أنه  يُعدّ تجريم الانتقاد السلمي لمن هم في السلطة انتهاكا صريحا لحرية التعبير.

وصرح إريك غولدستين، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، قائلا:  إنه “ليس هناك حق أكثر جوهرية من حق انتقاد من يتولى السلطة، وعلى المغرب أن يكفّ عن ملاحقة المنتقدين مثل ربيع الأبلق”.

وتابع  غولدستين قائلا: “في المغرب، لم تعد الصحافة المستقلة التي كانت نابضة بالحياة في سنوات 2000 سوى ذكرى بعيدة. في الوقت الحاضر، يبدو أن سياسة السلطات تتلخص في العبارة المغربية “دْوي ترعف” (تكلّم ينزف أنفك)”.

تعود وقائع القضية، إلى  مارس، حيث استُدعى الأبلق عدة مرات إلى مركز شرطة في الحسيمة، حيث استجوبته الشرطة بشأن التصريحات الواردة في المقطعين، و  اتهمه وكيل للملك فيما بعد بـ”الإخلال علنا بواجب التوقير والاحترام لشخص الملك” بموجب المادة 179 من القانون الجنائي، وتوبع في حالة سراح.

جدير بالذكر، أنه حُكم على الأبلق بالسجن خمس سنوات في يونيو 2017 بتهمة “نشر أخبار كاذبة” و”انتحال صفة صحافي” بسبب تعاليق نشرها على مواقع إلكترونية داعمة لاحتجاجات الحراك التي كانت سارية في الشوارع آنذاك. تلقى الأبلق بعدها عفوا ملكيا وأُفرج عنه عام 2020 بعد أن شن عدة إضرابات عن الطعام في السجن. 

وأوردت منظمة هيومن رايس ووتش المغرب، تعليقا لمنظمة العفو الدولية، قالت فيه في  7 أبريل إن السلطات المغربية صعّدت من مضايقاتها للنشطاء والمنتقدين في الشهرين الماضيين، حيث يواجه أربعة أشخاص على الأقل محاكمات بشأن منشورات تنتقد السلطات على مواقع التواصل الاجتماعي.  و في 23 مارس، اعتقلت السلطات المعلّقة سعيدة العلمي، واحتجزتها وحاكمتها بتهمة “الإساءة إلى مسؤولي الدولة” بعد أن انتقدت على فيسبوك قائد شرطة رفيع المستوى وندّدت بقمع الصحافيين والنشطاء. لا تزال محاكمتها جارية.

و قال غولدستين: “في المغرب، لم تعد الصحافة المستقلة التي كانت نابضة بالحياة في سنوات 2000 سوى ذكرى بعيدة. في الوقت الحاضر، يبدو أن سياسة السلطات تتلخص في العبارة المغربية “دْوي ترعف” (تكلّم ينزف أنفك)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى