الرئسيةرأي/ كرونيك

حميد اجماهري: لماذا حسم الرئيس‭ ‬النيجيري‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬مع المغرب عوض الجزائر

‭ ‬الزعيم‭ ‬النيجيري‭ ‬تحدث‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬بشقيها،‭ ‬الوحدوي‭ ‬المتكتل‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وأوروبا‭ ‬‮«‬البريكسيت‮»‬‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬ودعاهما‭ ‬معا‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المجهود‭ ‬المغربي‭... ‬

حميد اجماهري
بقلم الصحافي والكاتب حميد اجماهري

دعا‭ ‬الرئيس‭ ‬النيجيري‭ ‬محمد‭ ‬بوهاري‭ ‬بريطانيا‭ ‬ودول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬خط‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬بين‭ ‬نيجيريا‭ ‬والمغرب‭. ‬
ويستحق‭ ‬الجواب‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬النيجيري،‭ ‬الوقوف‭ ‬عنده‭ ‬مطولا،‭ ‬سواء‭ ‬مقاربته‭ ‬في‭ ‬سياقه‭ ‬أو‭ ‬لمتابعة‭ ‬حيثياته‮.‬
ففي‭ ‬السياق،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬جرى‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين20‭  ‬يونيو،‭ ‬بالعاصمة‭ ‬النيجيرية‭ ‬أبوجا،‮”‬‭ ‬الجزائر‭ ‬والنيجر‭ ‬ونيجيريا،‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬الغاز‭ ‬العابر‭ ‬للصحراء‮” ‬‭!‬

وزير‭ ‬الطاقة‭ ‬الجزائري‭ ‬تحدث،‭ ‬عقب‭ ‬الاجتماع،‭ ‬عن‭ ‬‮«‬رغبة‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تنشيط‭ ‬مشروع‭ ‬ذي‭ ‬بعد‭ ‬إقليمي‭ ‬ودولي،‭ ‬يهدف‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لبلداننا‮» ‬‭!‬

‭ ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬جواب‭ ‬الرئيس‭ ‬النيجيري‭ ‬يرمي‭ ‬ظلالا‭ ‬كثيفة‭ ‬حول‭ ‬الخيار‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أنبوب‭ ‬عابر‭ ‬للصحراء‮.‬‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الرئيس‭ ‬النيجيري‭ ‬قد‭ ‬اختار‮.‬‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الأنبوب‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬وبين‭ ‬العالم‭ ‬الأوروبي‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬الحاسمة‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬بعثر‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬خيار‭ ‬ثلاثية‭ ‬نيجيريا‭ ‬النيجير‭ ‬الجزائر‭ …‬

الرئيس النيجيري محمد بوهاري
الرئيس النيجيري محمد بوهاري

‭ ‬والملاحظة‭ ‬الثانية‭ ‬أن‭ ‬الزعيم‭ ‬النيجيري‭ ‬تحدث‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬بشقيها،‭ ‬الوحدوي‭ ‬المتكتل‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وأوروبا‭ ‬‮«‬البريكسيت‮»‬‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬ودعاهما‭ ‬معا‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المجهود‭ ‬المغربي‭… ‬
‭ ‬وإذا‭ ‬كانا‭ ‬معا‭ ‬متفقين‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬ما‭ ‬فهو‭ ‬مواجهة‭ ‬روسيا،‭ ‬حليف‭ ‬الجزائر‭ ‬الاستراتيجي‮.‬

‭ ‬ومن‭ ‬الملاحظات‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يثيرها‭ ‬الحوار‭ ‬وأجوبته،‭ ‬أن الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬العلاقات‭ ‬الجزائرية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬عموما،‭ ‬والجزائرية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬خصوصا،‭ ‬والنقطة‭ ‬البارزة‭ ‬فيها‭ ‬هي‭ ‬الغاز‭ ‬والطاقة‭ … ‬

وهي‭ ‬أزمة‭ ‬شرقية‭ ‬وجنوبية،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬مستعدة‭ ‬لكي‭ ‬تعيشها‭ ‬تحت‭ ‬الضغط المزدوج،‭ ‬شرقا‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬وجنوبا‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ …‬
‭ – ‬لم‭ ‬يتحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬النيجيري‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬العرض‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الأنبوب،‭ ‬ونعلم‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬النيجيري‭ ‬للموارد‭ ‬البترولية‭ ‬تيميبر‭ ‬سيلفا‮ ‬،‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬صرح‭ ‬أنّ‭ ‬روسيا‭ ‬أبدت‭ ‬اهتمامها‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬الغاز‭ ‬النيجيري‭ ‬المغربي‭ ‬‮..‬‭ ‬ومعنى‭ ‬هذا‮«‬‭ ‬السهو‮»‬‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نيجيريا‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬موسكو‭ ‬لتحويل‭ ‬القارة‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬صراع،‭ ‬بل‭ ‬الركوب‭ ‬على‭ ‬الأنبوب‭ ‬لاستعماله‭ ‬سلاحا‭ ‬ضد‭ ‬أوروبا،‭ ‬ولم‭ ‬ترد‭ ‬أن‭ ‬ترهن‭ ‬المنطقة‭ ‬بكاملها‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬قد‭ ‬يطول‭ ‬ويتشعب،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬روسي‭ ‬قوي‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬ودول‭ ‬الساحل‮..‬

‭ – ‬وقد‭ ‬تحدث‭ ‬بوهاري،‭ ‬عن‭ ‬أكبر‭ ‬احتياطي‭ ‬إفريقي،‭ ‬عبر‭ ‬المغرب،‭ ‬وهي‭ ‬إشارة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغفلها‭ ‬التحليلات‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬النوايا‭ ‬المعلنة‭ ‬في‭ ‬الخطاب‮.‬‭ ‬ولعل‭ ‬الوضوح‭ ‬التام‭ ‬قد‭ ‬طبع‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬نهاية‭ ‬الأزمة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الأنبوب‭ ‬المغربي‭ ‬النيجري‭ ‬الإفريقي‮..‬‭ ‬عندما‭ ‬صرح‭ ‬بضرورة‭ ‬مساهمة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬في‭ ‬‮«‬حل‭ ‬أزمة‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬أوروبا‮».‬‭ ‬وما‭ ‬من‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬السياق‭ ‬الحالي‭ ‬يعطي‭ ‬كل‭ ‬المعنى‭ ‬لهذه التصريحات‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاقتصار‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬وغازها‭ ‬لفهمها،‮ ‬بل‭ ‬يبقى‭ ‬الغاز‭ ‬الجزائري‭ ‬كسلاح‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أوروبا‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬كلام الرئيس،‮ ‬والذي‮ ‬تحدث‭ ‬كذلك‭ ‬عن‭ ‬‮«‬وقت‭ ‬قياسي‮»‬‭ ‬لابرام‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬النيجيرية‭ ‬لاتفاقية‭ ‬مع‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮(‬إيكواس‮)‬‭ ‬لبناء‭ ‬مشروع‭ ‬خط‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬نيجيريا‭ ‬المغرب،‮ ‬باعتبار ما‮ ‬يلي‮: ‬

‭ -‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الوقت‭ ‬له‭ ‬معنى‭ ‬أساسي،‭ ‬لسببين‭ ‬اثنين‭ ‬على‭ ‬الأقل،

أـ‮ ‬‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتزام‭ ‬الرئيس‭ ‬نفسه‭ ‬بأن‮ ‬يبدأ المشروع‭ ‬‮ ‬طريقه‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬ولايته‭ ‬في‭ ‬.2023‭ ‬

ب‭- ‬هي‭ ‬إشارة‭ ‬لا‭ ‬تعدم‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬المقارنة،‭ ‬وفي‭ ‬تقدير‭ ‬الفقير‭ ‬لرحمة‭ ‬ربه‭ ‬فهي‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬هدر‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬المشروع‭ ‬العابر‭ ‬للصحراء‭ ‬المقترح‭ ‬مع‭ ‬الجزائر‭ ‬والنيجر،‭ ‬ومن‭ ‬المفيد‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬الجزائر‭ ‬تقترح‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تنشيط‭ ‬مشروع‭ ‬الأنبوب‭ ‬العابر‭ ‬للصحراء‭ ‬،‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬الغيبوبة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬مشروع‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬بلدانه‭ ‬الثلاثة‭ ‬سنة‭ ‬2003‭ ‬قبل‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬سنة‭ ‬2009،‭ ‬ومعناه‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬انصرمت‭ ‬19‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬حوله‭ ‬وقرابة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭.‬

نيجيريا
‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬أمام‭ ‬نيجيريا‭ ‬والعالم‭ ‬المشروع‭ ‬المغربي‮..‬‭ ‬إذ‭ ‬انطلق‭ ‬في‭ ‬2016‭ ‬عند‭ ‬الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬لأبوجا،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بدأت‭ ‬دراسة‭ ‬جدواه‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2017‭ ‬وأعقب‭ ‬ذلك‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬يونيو‭ ‬2018،‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬النيجيري‭ ‬محمد‭ ‬بوهاري‭ ‬إلى‭ ‬الرباط‭.‬

وتوالت‭ ‬الخطوات‭ ‬العملية‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬ونيجيريا‭ ‬أو‭ ‬بينهما‭ ‬معا‭ ‬والهيئات‭ ‬الأخرى‮..‬‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سماه‭ ‬الرئيس‭ ‬النيجيري‭ ‬قياسيا‮ ‬‭!‬
نجد أن الرئيس‭ ‬النيجيري‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬اتفاقية‭ ‬الإيكواس‮ ‬‭!‬

‭ ‬ومنطقة‭ ‬دول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬هاته‭ ‬ليست‭ ‬صندوقا‭ ‬ماليا‭ ‬فقط،‭ ‬ولا‭ ‬ضامنا‭ ‬ماديا‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬قوة‭ ‬سياسية‭ ‬وجيوسياسية‭ ‬وجغرافية‭ ‬وعسكرية‭ ‬وخطة‭ ‬عمل‭ ‬أممية‭ …‬إلخ،‭ ‬وقوة‭ ‬سلام‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬الجزائر‭ ‬توفيرها‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬الأنبوب‭ ‬المقترح‭ ‬عبرها‮…‬

لهذا‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائري‭ ‬الموضوع‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬دور‭ ‬الإيكواس‭ ‬ويحاول‭ ‬تقديم‭ ‬الموضوع‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬اختيارا‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‮..‬‭ ‬والمغرب‮ ‬‭!‬

‭ ‬الأنبوب‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬المغربي‭ ‬النيجيري‭ ‬يعبر‭ ‬12‭ ‬دولة‭ ‬تضم‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الأوروبية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتوافر‭ ‬لديها‭ ‬حقول‭ ‬الغاز‭ ‬سيتم‭ ‬ضخ‭ ‬إنتاجها‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬الأنابيب‭ ‬هذا،‭ ‬بينما‭ ‬ستستفيد‭ ‬منه‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬غير‭ ‬المنتجة‭ ‬للغاز‭ ‬لأغراض‭ ‬تنموية‮»..‬‭ ‬إنها‭ ‬روح‭ ‬جماعية‭ ‬تتخطى‭ ‬الربح‭ ‬الثنائي‭ ‬والتحول‭ ‬الجيواستراتيجي‮ ‬‭! ‬

أنبوب

‮ ‬وقد صار من المسلَّم به أن المشروع‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬تصور‭ ‬شامل‭ ‬أو‭ ‬قل‭ ‬خيار‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬للغاز،‭ ‬فهو‭ ‬كما‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع‭ ‬أحد‭ ‬أبرز عناوين‭ ‬خطة‭ ‬إقليمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تضم‭ ‬الأنبوب‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وحدات‭ ‬لإنتاج‭ ‬الأسمدة‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬بالقارة‭ ‬ووحدات‭ ‬لإنتاج‭ ‬اللقاحات‭ ‬القارية أطلقها‮ ‬ملك‭ ‬البلاد‭.‬

في‭ ‬النهاية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للمتتبع‭ ‬ألا‭ ‬يأخذ‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬القمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في‭ ‬الرباط جمعت دول الواجهة‭ ‬الأطلسية،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬الجزائر‭ ‬ضمنها‭ ‬‮)‬ولنا‭ ‬عودة‭ ‬للموضوع‮)‬‭ ‬‮.‬‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬تستعيد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬على‭ ‬الواجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬محيطها‭ ‬ودورها،‭ ‬وهو‭ ‬ماسبق‭ ‬التعبير‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الوزير‭ ‬النيجيري‮ ‬بالقول‭:‬‮«‬هذا‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬سينقل‭ ‬غازنا‭ ‬عبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وأيضاً‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكننا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الأوروبية‮»‬‭.‬

الخيار‭ ‬الأفروـ‭ ‬أطلسي‭ ‬خيار‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التشكل،‭ ‬وهو‭ ‬هوية‭ ‬جيواستراتيجية‭ ‬للبناء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تخلق‭ ‬الجزائر‭ ‬المتاعب‭ ‬كلها‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬إطلالة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الواجهة‭….‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى