الرئسيةسياسة

بين الاعتذار للجزائر وموريتانيا وضغوطات الممولين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين..الريسوني يختار الاستقالة

لم يتردد كثيرا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، ليصدر بيانا الأحد يعلن فيه عن عن قرار استقالته من منصبه، مؤكدا أن القرار يأتي ب”الحرص على ممارسة حرية التعبير دون ضغوط”، وذلك بعد تصريحات له حول قضية الصحراء والتي أثارت جدلا كبيرا وواسعا.

وقالت مصادر مقربة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (الإخوان)ـ إن الريسوني مورست عليه ضغوطات مارسها عليه قادة مؤثرون في المنظمة التي تمثل واجهة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وأنهم وضعوه بين خيارين لا ثالث لهما إما الاعتذار عن المواقف السابقة أ والاستقالة.

وأشارت المصادر ذاتها، أن القائمين على تمويل الاتحاد، طلبوا من الريسوني الاعتذار للجزائر وموريتانيا والتصريح أن التصريحات السابقة التي كان أدلى بها كانت خطأ،غير أنه رفض الاعتذار و فضل الاستقالة لرفع الحرج عن نفسه ولكي لا يظهر وكأنه تنازل خاصة لضغوطات علماء الجزائر وموريتانيا.

واعتبر مراقبون، أن هذه الأزمة، اظهرت من جديد حقيقة هذه المؤسسات والحركات والمجموعات والشخصيات التي تنضوي تحتها، تحت يافطة الإسلام السياسي، حيثتجد بينها تناقضات كثيرة وصراعات على الزعامة وأخرى ذات بعد مناطقي أو جهوي.

فضلا عن ذلك، ظهرت هذه المؤسسة التي تعتبر واجهة لتنظيم الإخوان المسلمين، أنه لا تنازل عن منطق الإخوان القائم على مفهوم الأمة والخلافة، والقابع تحت تأثير الصراعات الٌإقليمية والولاءات الموزعة بين قطر وتركيا على وجه التحديد، وهما الدولتين القريبتين من الجزائر، التي اعتبرت أن الريسوني المغربي بات له نفودا في الاتحاد.

يشار بهذا الصدد، أنه و على الرغم من أنّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يقدم نفسه –وفق ما يذكر موقعه الرسمي- على أنّه يمثل المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم، ويستمد قوّته من ثقة الشعوب والجماهير المسلمة به، وأنّه لا يعادي الحكومات؛ بل يجتهد أن يفتح نوافذ للتعاون معها على ما فيه خير الإسلام والمسلمين، وأنّه مؤسسة مستقلة “لا يتبع دولة من الدول، ولا جماعة من الجماعات، ولا طائفة من الطوائف، ولا يعتز إلا بانتسابه إلى الإسلام وأمته”؛ بما يوحي بعدم تسيس هذه المؤسسة “العلمية” إلا أنّ الواقع العملي ينبئ بغير ذلك، ويظهر أن هذا الكيان، واجهة حقيقية وفعلية لكيان الإخوان المسلمين، المعروفة مواقفهم وانحيازاتهم واختياراتهم الفكرية والإيديولوجية وحتى على واجهة التحالفات.

وما يؤكد ذلك هو كم القيادات الإخوانية وارتباطها بدوائر صنع القرار والقيادة في الاتحاد، وعلى رأسهم القرضاوي نفسه، ونائبه أحمد الريسوني، رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية، والأمين العام للاتحاد علي محي الدين القرة داغي، وهو من كردستان العراق يحمل الجنسية القطرية، إضافة إلى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بتونس والمراقب العام للإخوان بها، والقيادي الإخواني بأمريكا صلاح الدين سلطان، والإخواني الأندونيسي محمد هداية نور، رئيس حزب العدالة والرفاهية، والمصري صفوت حجازي، والليبيين علي الصلابي وسالم الشيخي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى