رأي/ كرونيك

نجاة زين الدين تكتب:نعم لانتصار كرة القدم المغربية..و نعم أيضا لوقف لهيب الأسعار والمشاركة في مسيرة الأحد

بقلم نجاة زين الدين

و أنا أجوب شوارع دار بوعزة و حد السوالم، أستغربت لكل هذه الاستعدادات التي تتأهب من خلالها الجماهير المقهورة، المسحوقة و أصحاب و أرباب المقاهي…لمتابعة مباراة كرة القدم التي ستجمع الفريق الوطني بنظيره الكندي، أكيد أننا نتمنى أن تنتصر الكرة الوطنية، و أكيد أننا نتمنى أن يعلو علمنا الوطني خفاقا بأرض قطر الشقيق و كل الخريطة العالمية…و أكيد أننا نعيش اللحظة مع وليد الركراكي و كل أشباله….لأنه بالفعل أبان عن حنكة فريدة و تكتيك استراتيجي محكم و وطنية متميزة…بالرغم من أنني اعتبرت و أعتبر دوما أن هذه اللعبة أفيون ثاني للشعوب على غرار استغلال الدين في المارب السياسية المغلفة بالخطابات التمويهية، لاستمالة العواطف الهشة و القفز على عفويتها، لتمرير الكثير الكثير من المغالطات، بالرغم من أن رب العباد و مسبب الأسباب بعيد كل البعد عن دسائس المدلسين و فساد الإنتهازيين، و لا يحتاج إلى وساطة للتواصل مع عباده أو هؤلاء ينتظرون تدخل الأغيار لمخاطبة رب الخليقة الذي يقبل في حضرته و في كل حين مناجاة عبده له دون فيزا و لا كتابة و لا تحديد مسبق لموعد لقائه…

إلا أننا نتمنى في نفس الآن، وفي هذه اللحظة التاريخية بالضبط، أن تستشعر هذه الجماهير المنكوبة، المكتوية بارتفاع الأسعار الملتهبة(لكل المواد الغذائية الأساسية و المحروقات بمختلف أنواعها…الخ)، و بظلم قرارات حكومتنا المستبدة، كنت أقول أنه على نفس هذه الجماهير أن تستشعر مسؤولياتها النضالية الجمة، التي تلزمها كذلك بالحضور بكثافة، يوم الأحد بالمسيرة التي ستنظمها الجبهة الإجتماعية و كل القوى الوطنية الحية المدنية منها و السياسية و الإجتماعية بالرباط، لتقول: لا لغلاء الأسعار…لا لتكميم الأفواه….لا للقمع…لا للحكرة…و نعم، لتفعيل كل آليات الديمقراطية الحقة، لا تلك التي يسوق لها عبر قنوات الإعلام الامبريالي الأصفر المفضوح…
نعم لانتصار الحق و العدالة الإجتماعية و الحرية و الكرامة الإنسانية….
نعم لانتصار المساواة و المناصفة المفعلة بين الجنسين دون قيد أو شرط….

نعم، لانتصار التعليم العمومي الوطني عن طريق رد الإعتبار للمدرسة العمومية و إسترجاع كرامة الأستاذة و الأستاذ الذين كبل عطاؤهما بشرط التعاقد المشؤوم…

نعم لانتصار منظومتنا الصحية التي نتمنى أن تكون في مستوى تطلعات كل المغاربة، بنيويا و أطرا…بتوسيع دائرة الحضور الحقيقي للمركبات الاستشفائية بكل مدننا المغربية بدون استثناء، لتحقيق العدالة المناطقية و المجالية…و التي لن تتأتى إلا بتأهيل وإصلاح كل معداتها المعطلة دائما وأبدا….لتنتهي مأساة كل المغاربة مع المواعيد الصحية البعيدة الأجل، و التي قد تحل أحيانا كثيرة، بعد موت المريض أو المريضة…

نعم لانتصار المسؤولية و استشعار حجم الواجب الذي يكتنف وجودنا الوطني الحقيقي الذي يجب من باب المفروض تفعيله و تأكيده من مختلف مواقعنا و مراكزنا…دون تقييد ذلك بلعبة رياضية صرفة، بالرغم من كونها متنفسا ترفيهيا شعبيا، استمالت قلوب العديدين، إلا أنها وظفت بتماهي و صورة انتهازية لامتصاص غضب الشعوب و التنفيس عن أزماتها الإجتماعية و إنفعالاتها النفسية بسبب واقع اللاتوازن و القهر الطبقي اللاعادل…نعم لانتصار تحضرنا بضمير “نحن” و علو شأننا الداخلي بتواجدنا الجمعي دون تلك”الأنا”، المصغرة و المقزمة لأدوارنا الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية و القاتلة لطموحاتنا كمجتمعات…و كأفراد و ارادات و كفاءات….

نعم للتغيير و لغد جميل، يحظى فيه كل المغاربة بنفس الحقوق و يتحمل فيه الجميع بدون استثناء كل الواجبات و المسؤوليات دون استهتار أو محاباة سلبية هجينة و مقيثة…

نعم لوطن يسع الجميع بالرغم من اختلافنا و أن لا نجعل من هذا الأخير بؤرة توثر و خلاف دائم بيننا…

نعم لانتصار الوطن و الوطنية و المواطنة الحقة على وصولية الفئة القليلة التي لا تتوانى في الزج برقاب كل المواطنين في شراك المديونية الدائمة دون استشارة لهذا الشعب الذي سيؤدي ضريبة هذا التعاقد من عرق جبينه اليومي دون رحمة…
نعم للقطع مع عقدة الأجنبي و تقدير كفاءاتنا الوطنية، و استلهام العبرة من وليد الركراكي و اشباله الذين تحركهم وطنيتهم النبيلة من خلال كل تعابير و تقاسيم وجوههم الصادقة…و حركات ارجلهم الاحترافية…

نعم لتعاقد اجتماعي ديمقراطي، تؤله فيه مصلحة الوطن عن مصالح الذوات…و ترصد لذلك برامج وطنية حكيمة، تحقق الطفرة الإقتصادية الواعدة، على أساس أن يكون الجميع في الموعد بكل نضج و مسؤلية: قيادة و شعبا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى