سياسة

السعودي:جوهر الصورة النمطية للمرأة في الإعلام لم يتغير منذ فترة الحماية

ثريا السعودي

أكدت ثريا السعودي، الحاصلة على دكتوراة في مجال الصحافة النسائية، أن وسائل الإعلام لازالت تحافط على الصورة النمطية للنساء، التي تمتح من الثقافة الذكورية السائدة.

وقالت ثريا السعودي، في عرض لها خلال الندوة التي عقدها اتحاد العمل النسائي حول ’’ دور الإعلام في تتبع وتنفيذ الخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان ذات الصلة بالحقوق الإنسانية للنساء‘‘ مساء السبت 3 نونبر الجاري، بالدار البيضاء، إن وسائل الإعلام والكتب المدرسية في الفترة الراهنة تلعب نفس دور ميكانيزمات تنميط صورة المرأة وخلق علاقات الهيمنة، الممارسة في فترات سابقة من تاريخ المغرب، من خلال تفسيرات معينة للدين وللأعراف المتوارثة، حيث غالبا، تضيف السعودي، لاتخرج عن الصور النمطية التي لازالت سائدة إلى اليوم بشكل متفاوت، والتي تقدم المرأة إما كالمرأة الجميلة المغرية والمشتهاة، أو الأم الولود الضامنة لاستمرار النسل والزوجة الخاضعة الوديعة، أ, المرأة المهتمة بمنزلها أو السلبية الضعيفة، العاطفية والانفعالية.

وفي مقاربتها للصورة النمطية التي صاحبت المرأة تاريخيا، منذ فترة الحماية، ركزت السعودي على دور الصحافة النسائية، كآلية تم اعتمادها من طرف النساء للرد وتفكيك الصور النمطية حول النساء، والعمل على تقديم مادة إعلامية موجهة للنساء وللمجتمع ومؤسساته.

وفي هذا السياق، استعرضت المتحدثة ذاتها، صورة المرأة خلال فترة الحماية، مستحضرة البعد الأوروبي والبعد المغربي، فارتبط الأول بثلاثة عناصر، تمثلت في استدعاء معظم الكتابات الإعلامية والبطائق الفوتوغرافية التي رافقت الحضور الأجنبي والتي تطرقت للمرأة المغربية، لعدد من الصور النمطية المسبقة والتي تأثرت بالكتابات ما قبل الكولونيالية، والتي تقدم المرأة المستسلمة المليئة بالشغف والرغبة الدائمة في انتظار الرجل، من جهة، ومن جهة ثانية، والذي جاء في إطار إذماج الاقتصاد المغربي في الرأسمالية والذي جسدته البطائق الفوتوغرافية البريدية جيث تصور النساء نصف عاريات أو عاريات، أما العنصر الثالث فيخص مجال العلوم الاجتماعية وكان محصورا بين النخب المتعلمة، والذين وإن اقتربوا نسبيا من صورة المرأة الحضرية، فإن أعمالهم على العموم لم تقدم صورة وفية عن المرأة خاصو في المجال القروي.

أما البعد المغربي، فتقول السعودي، اختلفت صورة النساء، بين المحافظين الذين فرقوا بين النساء الصالحات الخاضعات للثقافة والأعراف المحافظة والمرأة الشيطانية التي خرجت عنها وغيرت من لباسها فارتدت الجلبال أو ولجت التعليم وخرجت إلى الفضاء العام، وبين شبان الحركة الوطنية، الذين طالبوا بامرأة متعلمة في حدود تسمح لها بالقيام بأدوارها التقليدية، وقد تشغل وظائف بعينها كالتعليم والتمريض…ثم بين النساء أنفسهن وارتباطهن بالحمولة الثقافية التي تكرسها المرأة من خلال التربية داخل الأسرة وخضوعها لمعايير المرأة النموذجيو في تلك الفترة: الجميلة ذات القوام والشعر المعطر والولود.

وانتقلت السعودي في عرضها، إلى مرحلة ولوج المرأة للكتابة الصحفية بإيعاز من رواد الحركة الوطنية، حيث خصصت منابر إعلامية تعنى بقضايا النساء كجريدة السعادة وجريدة العلم تحت اسم ’’حديقة المرأة‘‘ وكان لهذه المنابر دور في تكسير صورة المرأة النمطية حول أدوارها، من خلال استهداف منابر إعلامية كنساء المغرب والشروق وجريدة 8 مارس، لمواضيع تتعلق بالمساواة والتعايش بين الأديان والتكافل الاجتماعية والحركة النقابية والمرأة المسيسة أو الفاعلة سياسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى