الرئسيةرياضةمجتمع

واشنطن بوست..هل تغير مشاركة منتخب المغرب في مونديال السيدات نظرة المجتمع للمرأة؟

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا، أشار إلى أن سباق النساء المغربيات في كأس العالم هذا الصيف قد يكون له تأثير ثقافي واجتماعي أكبر في من مشاركة الرجال في مونديال قطر.

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال للكاتب والمؤرخ المختص بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا غراهام كورنويل قوله إنه عندما أنجز فريق كرة القدم المغربي  مسيرته التاريخية إلى نصف نهائي كأس العالم في ديسمبر، لقي تشجيعا قويا  في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط واعتبر بمثابة انفراج طال انتظاره.

غير، أن سباق مشاركة النساء المغربيات في كأس العالم هذا الصيف سيكون له تأثير ثقافي واجتماعي أكبر في الوطن.

وتابع صاحب المقال، قائلا: في الأسبوع الماضي، أصبحت لبؤات الأطلس أول فريق عربي يتأهل إلى جولة خروج المغلوب من كأس العالم للسيدات، وهي لحظة يبدو أنها قد غيرت بالفعل بعض التقاليد في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا

وأشار كورنويل، أنه “عندما فازت الولايات المتحدة بكأسها الثانية في كأس العالم عام 1999، كانت المرأة المغربية لا تزال لم تحقق سوى فوز واحد في أي مكان:، مؤكدا، أن “مسألة ما إذا كان ينبغي السماح للنساء بلعب كرة القدم كانت موضوع نقاش في المقاهي والصحف والتلفزيون والراديو حتى قبل أسبوعين، ولا يزال هناك الكثير من المتشككين”.

اعتبر المصدر ذاته، أن مباراة المغرب الأولى، التي انتهت بخسارة 0-6 أمام ألمانيا البطل مرتين، لم تساعد أبدا، حيثنتج عنها جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرى مطابقة مقاطع من الأهداف الألمانية مع أغنية مغربية شعبية يحسب فيها المغني من واحد إلى 10.

وأضاف، أنه بعد الهدف السادس “طوبقت الأرقام من سبعة إلى 10 بصور الحياة المنزلية: ممسحة وغسالة ومطبخ ومولود جديد، كانت الرسالة الملمح إليها يضيف صاحب المقال، هي أن الخسارة كانت دليلا آخر على أن المنزل هو مكان المرأة الصحيح”.

واسترسل صاحب المقال بالتأكيد، أنه ومع ذلك، بعد أسبوع، حدث تحول ملحوظ شهد فوز منتخب المغرب على كوريا الجنوبية، 1-0، في أول فوز له في كأس العالم، ثم تمسك بطريقة ما بالتقدم 1-0 ضد هجوم متأخر من كولومبيا – حتى ذلك الحين، كان أحد فرق البطولة.

اجتمع الفريق معا على أرض الملعب في بيرث، أستراليا، وهم يرفعون أصواتهم بالدعاء وينتظرون نتيجة مباراة ألمانيا وكوريا الجنوبية. مع خبر يفيد بأن ألمانيا وكوريا الجنوبية قد تعادلت – وهو ما يعني  أن المغرب سيتقدم – أفسحت الهتافات الطريق لفرحة كبيرة. وقربت الكاميرات صورة رقية مزراوي المدافعة التي لم تلعب دقيقة واحدة في المباريات الثلاث. جثت على ركبتيها تهتف باكية من الفرح.

ويضيف كاتب المقال، أن المحادثة تغيرت في البلاد، حيث تقدم منتخب المغرب للدور 16،  الثلاثاء، مع المستعمر السابق فرنسا، والتي هزم منتخبها للرجال منتخب الرجال المغاربة العام الماضي. بعد فوز كولومبيا، أطلقت شركة كنور، وهي شركة حساء وأحد أساسيات المطبخ المغربي، إعلانا به صورة لكأس العالم ورسالة نصت على ما يلي: “لا شيء غير كنور ينتمي للمطبخ. مبروك لبؤات الأطلس”.

يشير كورنويل أن التحول الثقافي مقصود، إذ أنه “نتاج عقود من الاستثمار في التدريب والمرافق والتجنيد من قبل الجامعة  الملكية لكرة القدم، بقيادة رئيسها صاحب الرؤية، فوزي لقجع، بإلهام وتشجيع من الملك محمد السادس”.

في السياق ذاته، يشير المقال، أن شبكة التلفزيون الوطنية 2M عرضت محادثة بين اثنتين من الممثلات الكوميديات، إحداهن ترتدي زي الرجل. جادل الرجل في البداية بأن “كرة القدم للرجال؛ النساء أفضل حالا في الخبز “، ولكن بعد ذلك مقتنع بأن” الزمن قد تغير وحان الوقت لمشاهدة اللبؤات”. المقطع رائع لأنه يتعامل مع تحفظات المغاربة بشكل مباشر – في أكبر محطة تلفزيونية في البلاد.

كان نادي الجيش الملكي، يضيف صاحب المقال، وهو نادي رجال عريق، رائدا على صعيد السيدات، إذ حصل على 10 ألقاب في الدوري وفاز بأحدث دوري أبطال إفريقيا للسيدات.

نقل المقال حديث لبهية الهميدي، رئيسة قسم النساء في الجيش الملكي ونائبة رئيس البطولة الوطنية للسيدات: “في سن مبكرة يلعب الفتيان والفتيات كرة القدم في الشارع وعلى الشواطئ ولم يكن لدينا بنى تدعم الفتيات. لدينا الآن ملاعب في كل المناطق، حتى في البلدات الصغيرة”.

كان استثمار الجيش الملكي في تنمية الشباب حاسما لكرة القدم في جميع أنحاء البلاد؛ الأندية الأخرى تحاول محاكاة نجاحه.

في الأسبوع الماضي على شبكة “CNews” الفرنسية المحافظة، اعتبرت فيليب غيبرت ارتدائها للحجاب بأنه “رجعي” وقالت إنه كان إهانة لزملائها في الفريق، الذين كانت تنتقدهم ضمنيا لعدم الاحتشام.

يعلق صاحب  المقال: كثير من المغاربة يضحكون ضحكة مكتومة على هذا. هناك، الأمر لا يشكل قضية. فالكثير من الرياضيات في جميع الرياضات يرتدين الحجاب، والكثير منهن لا يرتدينه.

أورد صاحب المقال، تصريحا لجنان الناصري، مصورة رياضية أمريكية مغربية: “مع أنني لا أرتدي الحجاب، إلا أنها مبعث تمكين بالنسبة لي”.

في حين أتى منتخب الرجال إلى كأس العالم العام الماضي، وبينهم نجوم من بعض أكبر أندية كرة القدم الأوروبية، كانت النساء المغربيات غير معروفات نسبيا قبل بدء البطولة، و تعتبر شعبيتهن ضئيلة مقارنة بشعبية فريق الرجال، لكنهن في طريقهن للحاق بالركب،  بالنسبة للكثيرين، يشعر اللاعبون بسهولة الوصول إليهم. بدأ المشجعون في الإشارة إلى اللاعبين بأسمائهم الأولى – وهو أمر لم يسمع به فريق الرجال – ومتابعة كل ما ينشرن على إنستغرام.

اعتبر صاحب المقال، أن نجاح فريق السيدات له أيضا شعور عميق بالأسرة.

تستشهد كابتن الفريق بانتظام بإلهام والدها الراحل، النجم السابق الذي كان جزءا من المنتخب الوطني الذي فاز ببطولة المغرب الإفريقية الوحيدة في عام 1976. الشابات يتفرجن مع والديهن وإخوتهن. قال الناصري: “إنهم يشبهونني، يشبهون أختي، بل يشبهون أمي التي ترتدي الحجاب.. وكأننا مجموعة تنظر في المرآة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى