الرئسيةسياسةمجتمع

حوار مع مصطفى سلمى ولد سيدي مولود حول أحداث السمارة

هلال شرع في "تسويق الحادثة على المستوى الدولي"هو في حد ذاته رد قوي فهو يضعف "مشروعية نضال" البوليساريو الانفصالية و حربها المعلنة على المغرب ويحرج الجزائر الداعمة لها.

حوار جريدة دابابريس مع “مصطفى سلمى ولد سيدي مولود” حول أحداث السمارة، أجرته بثينة المكودي، يوم 2 نونبر الجاري:
مامدى صحة ان الأمر يتعلق بكون البوليساريو نفذت العملية عبر الانفاق؟

قطاع السمارة يوجد في منتصف القطاعات العسكرية بين المحبس في اقصى الشمال و تشلمة في اقصى الجنوب، و يبعد عن الحدود الجزائرية بأزيد من 300 كلم.
قصف القطاع يحتاج عملية تسلل فقط، و هي ممكنة بسبب وعورة التضاريس شرق الحزام (جبال و ديان).
مقابل الحزام يوجد واد “وين تركت”، و هو وادي عميق كثيف الاشجار يمكن ان يختبئ فيه جيش كامل دون ان تتم ملاحظته و مسافته قريبة جدا من الحزام حيث يمكن للمرء ان يراه بوضوح راي العين و حتى حركة الجنود.
إذا في تلك المنطقة ليسوا في حاجة لأنفاق.
و التسلل امر عادي و ممكن في الحروب مهما كانت الاحتياطات. و قد سجل تقرير الامين العام للامم المتحدة المقدم لمجلس الامن أكثر من 550 حادثة قصف ابلغ الجيش الملكي ان الحزام الدفاعي تعرض لها خلال السنة الفائتة.

حول عقد اللجنة العسكرية المغربية الموريتانية  اجتماعها .. كيف تقرؤون الحدث؟

أعتقد ان هذا النوع من التجمعات يبرمج مسبقا بفترة كافية، و لا علاقة له بحادثة السمارة، وإن كانت ربما تثار في النقاشات بين أهل الاختصاص لما اجتمعوا خاصة أنها وقعت في منطقة قريبة من حدود موريتانيا.
موريتانيا و المغرب بينهما الكثير من التقاطعات في عدة محاور،  أمنهما فيه مشترك و تحتاجا لتنسيق دائم، فوق حاجة البلدين لتطوير و تعميق علاقاتهما في جميع الجوانب.

رأيكم فيما جاء في تصريح عمر هلال وفي نظرك ماهو احسن رد يمكن ان يقوم به المغرب؟

عمر هلال وصف الحادثة كما كانت، وبما ينبغي ان توصف به دون زيادة، باعتبارها جريمة إعتداء مسلح على تجمع مدني أنتج ضحايا مدنيين، وهذا جعلها جريمة حرب و إرهاب في الآن نفسه.
و ترتيب الجزاءات ينتظر اكتمال التحقيق لتحديد مسؤولية كل من ساهم او سهل او ساعد في إرتكاب الجريمة.
الرد السياسي الذي شرع فيه هلال، أي تسويق الحادثة على المستوى الدولي، هو في حد ذاته رد قوي؛ فهو يضعف مشروعية نضال البوليساريو، وحربها المعلنة على المغرب ويحرج الجزائر الداعمة لها.
بالإضافة الى ملاحقة الفاعلين المباشرين، وعلى العموم الحادثة فتحت الباب أمام المغرب على مصراعيه ليختار الرد المناسب.

 كيف تقرؤون التغيير السلوكي لقيادة البوليساريو الانفصالية الجديد في القصف المباشر للتراب الوطني ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟

إذا راجعت تقارير الامين العام عن الحالة في الصحراء منذ 2021 حتى شهر اكتوبر الماضي، ستجدينها كلها تتحدث عن حالات قصف بالمئات تعرض لها الحزام الدفاعي المغربي حسب بلاغات تتلقاها المينورسو من الجيش الملكي.
و رغم ذلك لم تحقق تلك العمليات “منخفضة الشدة” الغاية التي ترجوها البوليساريو، وهي إشاعة عدم الاستقرار في المغرب و المنطقة ما سيستدعي تدخل دولي اقوى مما هو حاصل حاليا من اجل تسريع الحل حسب شروط الجبهة.
و تعتبر حادثة السمارة دليل يائس على فشل الجبهة في تسويق حربها المعلنة ضد المغرب منذ ثلاث سنوات.

فهي إما ان تبقى حدودها الدنيا غير المؤثرة او تنحو نحو تصعيد خطير ستكون الجبهة اول ضحاياه.
و ربما جازفت البوليساريو بهذا التصعيد في الوقت الحالي الذي ينشغل فيه كل العالم بما يحصل في فلسطين كنوع من اختبار ردات الفعل. فهي تقرا ان الوضع الدولي حساس و لا يحتمل انفجارا آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى