الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

السينما و فيلم أعجبني..”القارئ”.. القراءة بلسم ومصيدة وهي أول باب للحقيقة مهما كانت مفجعة+فيديو

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

حلقة اليوم  فيلم “القارئ”.. القراءة بلسم ومصيدة، وهي أول باب للحقيقة مهما كانت مفجعة

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

“The Reader” فلم مقتبس من رواية ألمانية للكاتب الشهير برنارد شلينك تحمل نفس اسم الفيلم المُنتَج عام 2008، من إخراج ستيفن دالدري وكتب السيناريو ديفيد هير.. يحكي عن علاقة مثيرة تتحول إلى قصة حب موجعة.

تعود بنا إلى ماضي محرقة الهولوكوست وجيل الألمان الذين نجوا بعد تلك الكارثة.

تظهر الممثلة المبدعة كيت وينسلت ببطنها المشدود وأطرافها المتلألئة في دور هنّا شميتز التي تبلغ من العمر 36 سنة، تجذب صبيا في سن المراهقة مايكل بيرغ البالغ من العمر 15 سنة، لتتحول العلاقة بينهما إلى علاقة عاصفة محورها القراءة، يقرأ مايكل بصوت عال لهنا الأمية، التي ستغادر المدينة دون علمه، بعد حصولها على ترقية في عملها. تعريه وتتعرى أمامه ثم يجلسان في حوض الحمام، كمن يدخلان دهاليز الحياة المشتبكة خيوطها من خلال لحظات الغواية.

لتنتقل أحداث الفيلم لتصور الشاب مايكل طالب حقوق بجامعة هايدلبرغ وهو يتابع ندوة حول أحداث مأساوية في ألمانيا حيث توفيت 300 امرأة يهودية في معتقل للأسرى. ليكتشف أن صديقته السابقة هنّا كانت إحدى حارسات السجون أثناء هذا الحادث المأساوي.

في الوقت المناسب ينفصل العاشقان، وتتخطى القصة إلى الستينيات، حيث يدخل مايكل سويبرنز كلية الحقوق. في يوم من الأيام، يأخذه أستاذه (برونو غانز) رفقة عدد من الطلاب إلى المحكمة حيث تتم محاكمة بعض النساء لجرائم الحرب النازية، بنهن كانت صديقته هنا.

لقد أصبح يدرك سرها وعارها، الذي لا علاقة له بكونها كانت حارسة في السجن النازي: إنها الأمية. يقدم أحد الناجين من الهولوكوست (لينا أولين) الذي يعيش في شقة في مانهاتن محاضرة صارمة لمايكل حول استغلال الهولوكوست حتى أننا نشفق على حراس المعسكر.

برغم أن فلم “القارئ” لا يتعلق بمحرقة الهولوكوست، لكن بالجيل الذي نشأ في ظله وتصارعوا مع إرثه، إنه يتعلق بجعل الجمهور يشعر بالرضا تجاه كارثة تاريخية.

ألم مايكل لا يحوله إلى ضحية حنا فقط، ولكن أيضا إلى نوع من الناجين من شباك حبها. وهنا ضحية أيضا، لأنها امتهنت وظيفة الحراسة فقط لإخفاء أميتها، كما لو كانت الأمية عذرا للبربرية. هذا الفيلم يعلمنا حقا كيف يمكن للجمال أن يسكن حتى في تفاصيل الهمجية المقيتة بسبب الحب.

موعدنا في القادم مع “فيلم أعجبني:

“عالم الماء” فيلم يجسد قوانين التوحش والافتراس السائدة في العالم الغربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى