رأي/ كرونيك

إماء ميارة اللواتي أسقطن ورقة التوت…

كثيرا ما اختلفت مع ميارة كرئيس لإحدى غرفتي البرلمان…
اختلفت معه في تدبيره أيضا وتصريحاته النقابية كزعيم لمركزية عبد الرزاق أفيلال سابقا حين تبدو لي من رؤيتي لا اجتماعية ويخفت فيها الصوت النقابي الشرس مقابل الصوت الحكومي المهادن..
لكن هل هذا الاختلاف لا يعطيني الحق لتحويل قلمي إلى فوهة مدفع لقتله معنويا ولو بقذيفة صنعت في مصانع الأعداء…؟
الاختلاف مع الرجل لا يعني المس برمزيته والقفل على تاريخه وتاريخ أسرته وخدمته للوحدة الترابية..
الاختلاف مع ميارة سياسيا ونقابيا لا يعني أن أحول قلمي الصحفي المحايد والموضوعي إلى مسدس كاتم للصوت اغتال به من أختلف معه باسم الإعلام… وأي إعلام هذا لا يفقه في الحرفة…

بقلم الاعلامي والروائي خالد أخازي

نعم… الصحافة حرفة… كالنساج والنقاش…
ثم فن وموهبة… وهبة ربانية…
لا يمكننا أن نبخس ميارة وآل ميارة… وقبيلته رمزيتهم الوطنية كداعمين للخيار الوحدوي، والمناضلين في جبهة التماس الحارق ضد انفصاليي الداخل الحربائيين وانفصاليي البوليساريو الذين يشكل لهم أمثال ميارة وآل ميارة عقدة في نفوسهم…
لهذا أتأسف كثيرا حين يتم التحامل على التامك أيضا…وتوجه له المدافع

فلنكن واضحين…
ما نشر عن استعباد أمتين في عرس النعم ميارة يعري عن العبث الذي وصل إليه إعلامنا…
إننا نسقط من أعلى بلا مظلات…
نرتطم بالصخور وندين الطيور..
الإعلام المهني أصبح في حيص بيص وسط هذا العاصفة من شبه إعلام يُسابق حد التهافت الزمن من أجل خبر مثير أو تحويل إشاعة إلى خبر تنقصه أبجديات المهنة من أسس مهنية تقنية وأعراف تتأسس على التحقق والمطابقة ومصادر موثوقة لا معومة ومطلقة التحديد…

النعم ميارة

قيل إن الرجل قدمت له أمتين…
والقول تردد على أكثر من منبر بلغة إن صحت الواقعة، أو بلا مصدر ولا شاهد عيان…ولا إعطاء الكلمة للأطراف المعنية…
محصت الخبر غير المهني أيضا…
بحثت عن مصداقيته المهنية ثم القيمية… عن أسسه… التقنية البسيطة..
لم أجد ما يسنده تقنيا وموضوعيا وقيما.

هو مجرد فقاعة خبر خال من شروط الخبر ولا كتقرير ولا كتحقيق ولا كمجرد استطلاع يجعلنا نعيش ما وقع باللغة والصورة كاملة لا مختزلة لتخدم الخبر المسخ… والفضيحة المصطنعة…
لا أدافع عن الرجل…
فلا هو يعرفني ولا أنا أعرفه…
تمنيت أن يخرج من صمته ليصحح للمجتمع والرأي العام الرؤية وفق المعجم اللساني الثقافي الحساني والعادات والأعراف الصحراوية التي لها علاقات أسرية من نوع آخر…
ما وقع …
أو هو شبيه بفولكور… ؟
أهو تعبير صحراوي عن الولاء للقبيلة لا العبودية…؟

وأنا صحراوي تبالي من عمق الساقية الحمراء تعلمت الكثير من ثقافة أجدادي..
أدرك أن اللغة الحسانية لا تحتمل العنصرية ولا العبودية…
أن يقيم الرجل عرسا باذخا لا يهمني إلا إذا موله من جيوب المواطنين ومن الفساد..
الثراء ليس عيبا…
العار هو الاغتناء غير المشروع…
أن تتلقى هدايا بالملايين ليس مشكلا ولا يشكل حرجا لرجل هو رمز صحراوي وقيادي قبلي… تجتمع عليه القبائل وتتوحد الكلمة في خيامه…
المشكل ليس الغنى والأعراس الراقية…
كل على قدر جهدو…
الحرج هو أن تقام أعراس باذخة من الفساد والنهب والريع…
والرجل نعرف أصله وفصله وبياض يديه…

فنصب محاكمة غير عادلة لإعدامه معنويا بأقلام محسوبة على الصحافة، هو خدمة للمخابرات المعادية ولأجندة الانفصاليين الذين يقتاتون من الإشاعة المسيئة لرمزونا الصحراوية…


والأمر المخيف أن أقلاما عن جهل مهني وجيو – سياسي تقدم للعدو رصاصات للاغتيال المعنوي لنخبنا الصحراوية الوحدوية…
وأحيانا تتم صناعة خبر مزيف من جهات انفصالية مقنعة وحربائية الولاء أو في دهاليز المخابرات المعادية لضرب سمعة ومصداقية هؤلاء الرموز… فتتلقف بعض المنابر الغرة الخبر المزيف وتحوله إلى مادة دسمة…
والأخطر أن يتحول كاتب الخبر إلى كاتب عمود… يعلق ويدين ويؤول ويحاكم….
أما المهنية فآخر شيء يفكر فيه من يبحث عن الإثارة الفجة ويتابع بشهوة جامحة عداد القراء..لا يهم اغتيال الناس معنويا ولا قيم المجتمع ولا أسس ومرجعياته…

أنا لا أدافع عن الرجل…
بل أدين المنابر المحسوبة على الإعلام والتي تحولت إلى منصات إعدام…
أدين الأقلام التي لا تتهافت على الإثارة فلا تكلف نفسها حتى التحقق من الخبر من مصادر متعددة وموثوقة… لا مصلحة لها ومتطابقة..
أدين القلم الذي يكتب الخبر وموجز الخبر باسم الصحافة ولا مصدر له غير قيل وربما ويشاع…
أدين هذا الواقع الإعلامي الذي اختلطت في القطاع الأقلام مع سهام الغل والأحقاد والأنخاب مع الأنصاب…والمنافع مع الدوافع..

أدين الكتابة المتسرعة التي تبحث عن قارئ بأي ثمن ولو بنصب المشانق…والاغتيال المعنوي على الملأ..
أحيانا مصالح الوطن الكبرى مقدمة وعلى الإعلامي أن يقدمها على كل رهان…وكل مصلحة… وبمقاييس المصالح الجيو أقليمية ليست كل حقيقة صالحة للنشر…
فحتى الحقيقة أحيانا لا تخدم مصالحنا…

فما بالك بالكذب والإشاعة وصناعة الفضيحة والنهل من مطابخ سرية للخصوم…
نحن في حاجة إلى نقاش مهني عام حول الإعلام…
حول علاقة إلاعلام بمصالحنا ودوره الوطني…قبل أن نهوي بعيدا وننسى أن الصحافة سلطة رابعة لا سلطة من لا سلطة له…
وأن القلم غير الوطني أخطر من ذبابة على مشارف الجبهة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى