الرئسيةرأي/ كرونيكرياضة

بعيدا عن البكائيات وبلا تشنج.. خسارة منتخبنا الوطني لا يمكن ردها لتضييع حكيمي لضربة الجزاء

انهزم المنتخب الوطني المغربي أمام منافسه المنتخب الوطني الجنوب افريقي بهدفين دون رد في مقابلة أدارها المنتخب الجنوب افريقي بذكاء و اتزان و بتفوق تاكتيكي و تنظيم محكم و تماسك بين الخطوط وروح جماعية.

الكومينة
بقلم الصحافي محمد نجيب كومينة

بكل روح رياضية، اقول للمنتخب الجنوب افريقي هنيئا بانتصار مستحق.

خسارة منتخبنا الوطني لا يمكن ردها الى تضييع حكيمي لضربة الجزاء، لأن ضياعها لم يكن العنصر الحاسم وضربات الجزاء تضيع وضيعها ميسي ومارادونا و بلاتيني وكرويف و غيرهم.

فقد كان بينا مند الشوط الاول أن المنتخب الجنوب افريقي يسير المباراة دون جهد بدني مرهق و عينه على الانتصار بأسهل وانجع طريقة، بينما تبين ان المنتخب الوطني المغربي غير جاهز دهنيا ولا تدريبا لمعركة تاكتيكية من النوع الذي فرض عليه، و تبين من كاستينغ الطاقم التقني المغربي أنه لم يكن واعيا بشكل كامل لطبيعة المنتخب المنافس، المتكون في معظمه من لاعبي فريق سان داونز المنسجمين والمتعودين على خطة و أسلوب تدبيرها بالاستغلال الأمثل لإمكانيات كل لاعب ضمن منظومة.

و لم يكن واعيا أيضا، وهذا هو المثير، لمشاكل الدفاع المغربي المتكررة في المقابلات السابقة أمام الضغط (برسينغ)، حتى وإن لم يكن ضغط المنتخب المنافس مرتفعا الا في لحظات قليلة من المباراة تلقينا خلالها هدفين، و انقذ بونو مرماه من هدف ثالث، ومرت الكرة محادية لمرماه في فرصة رابعة، وهي المشاكل التي فاقمها إقحام مزراوي غير الجاهز ذهنيا، و الذي تبين أن مركز المدافع الايسر لا يلائمه، اذ لو استغل المنتخب المنافس الفراغات التي يتركها لكان قد وصل الى شباك بونو في الشوط الاول، لكن المنتخب الجنوب افريقي يلعب على الرواق الأيسر أكثر.

خطة الركراكي كما تبين لا يمكن أن تنجح إلا بكون اللاعبين امرابط والنصيري في أحسن مستوياتهما، و في أقصى درجات تركيزهما، لكننا نسجل أن اللاعبين معا دون مستواهما ومعهما كل وسط الميدان و سايس ومزراوي وعدلي، وهي خطة تنجح في حال ما اذا كان منتخبنا يدافع ببلوك هابط ولا تنجح هجوميا وحتى التحول الى 4-3-3 لدى تنظيم الهجمات يحدث بشكل مرتبك و تنتج عنه خطورة بسرعة عندما ينظم المنافسون هجوما مضادا بالاعتماد على السرعة واللعب خلف ظهر المدافعين، الذين كان اكرد هو الاقدر ضمنهم على العودة بسرعة والتغطية على بطئهم، بمن فيهم حكيمي الذي تواجهه دائما صعوبة لدى العودة الى الدفاع.

كتبت في تدوينات سابقة أن الخطة التي يصر عليها الركراكي عقيمة ولا تصلح لكل المباريات، وكتبت أضا أن الركراكي محافظ في اختياراته وخطته وتدبيره للمباريات بشكل كبير، و محافظته قد تكون نتيجتها عكس ما يعتقد عندما يكون المنافس قويا وذكيا ومنظما ويمتلك لاعبا أو لاعبين قادرين بمهاراتهم أو حسهم التهديفي على خلخلة الدفاع المغربي.

وكتبت أيضا أن الطاقم التقني للمنتخب الوطني غير متوازن ويستدعي على الخصوص البحث عن مساعد للمدرب يشتغل على الهجوم، لأن الأخطاء الكثيرة في خط الهجوم، التي تعطي المنافس فرصة بناء هجوم مضاد من الخلف، كثيرة والفعالية محدودة واللعب بانانية مبالغ فيها غالب. اليوم يتاكد كل ذلك.

هذا كله، لا يمنع من القول بأن كرة القدم مليئة بالمفاجئات دائما، و لذلك هناك دائما صعود وهبوط للفرق والمنتخبات في هكذا مسابقات. ويجب أن نكون موضوعيين ونناقش إقصاء المنتخب الوطني بعيدا عن البكائيات التي لا تنفع، وبعيدا عن ردود الافعال المتشنجة التي لا تحل اي مشكل.

الركراكي له خطاب مفيد وصالح، لكن تجربته الأولى كناخب وطني في كاس افريقيا للأمم جديدة وربما افتقد لما تتطلبه من خبرات، رغم تجربته كمساعد للطاوسي، و من قدرات على تحمل الضغوط، التي كانت كثيرة في هذه الكأس، واستعدادات للتكيف مع تحديات المناخ وغيرها التي يجد اللاعبون الذين ولدوا وكبروا في أوروبا مشاكل في التكيف معها، سواء في منتخبنا او في المنتخبات الافريقية الاخرى.

الكرة هي الكرة منفوخة وعامرة بالريح وكتدور . كنا بغينا منتخبنا يحل عقدة كأس افريقيا للأمم، ما كتابش. نوجدوا للكاس المقبلة في المغرب بتهيئ جيل من الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى