الرئسيةبيئةمجتمع

المناطق الشرقية تناشد “فجيج في خطر” والبوبكري استبق دق ناقوس الخطر

"تفويت مياه فجيج: صراع بين الساكنة والسلطات المحلية يصل ذروته

    بثينة المكودي

عرفت  “فجيج ” مؤخرا احتقانا واسعا بين الساكنة والسلطات المحلية، حول موضوع تفويت تدبير الماء للشركة الجهوية المتعددة الخدمات عوض الجماعة المحلية، ما ادى الى صراع ترتب عنه اعتقال الناشط محمد الابراهيمي الذي أثار حفيظة عدة تنسيقيات مغربية بالمنطقة وخارج ربوع المملكة، والى حراك واسع بالمناطق الشرقية المجاورة  لمدينة فجيج.

وعلى حد تعبير أحد الناشطين في هذا الحراك، فإن تسيير وتدبير الجماعة المحلية “البلدية” للماء فيه احترام للخصوصية المنطقة، كما  تمكن الجماعة من دخل  مادي يقدر 200000 درهم، يُمكِّن هذه الجماعة الفقيرة والمهمشة على حد قوله من تدبير بعض مشاكل المدينة.

كما صرح لجريدة “دابابريس” أن الماء من الثروات الطبيعية التي تعتبر أملاك عمومية للدولة،  لا يقبل ان يتم بيعها لحفنة من  الخواص على حساب مصلحة ومنفعة عموم المواطنين , واعتبر نفس المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان هذا الفعل يرسخ سياسة اقتصاد الريع الذي لا يساهم في النمو الاقتصادي ولا يخلق قيمة مضافة ولا ثروة  للمدينة على العكس على حد قوله، هو استغلال  واستنزاف للموارد الطبيعية والثروات العمومية على حساب جيوب المواطنين.

وفي السياق ذاته جسدت اللجنة المحلية بوجدة مع ساكنة فجيج يوم الجمعة 23 فبراير الجاري، عن طريق وقفة احتجاجية  بساحة 16 غشت بوجدة تضمنها مع الحراك الاجتماعي بفجيج الذي تجاوز يومه 100 ضد قرار تفويت الماء الصالح للشرب للخواص

وجاء في بلاغ اللجنة  انها تسجل  المواقف التالية :

استغرابها للطريقة الفوقية وغير الديمقراطية التي تم بها هذا التفويت، حيث اوضحت أن المجلس الجماعي لفكيك كان قد اجتمع وناقش وصوت بالإجماع يوم 26 أكتوبر السنة الماضية  ضد فكرة الانضمام إلى اتفاقية محدثة لمجموعة الجماعات الترابية بجهة الشرق، والتي تفوض بصفتها هذه تدبير المياه لشركة خاصة محَدثة وفقا للقانون المتعلق بإنشاء الشركات الجهوية متعددة الخدمات،

وأضاف المصدر ان  عامل الإقليم  دعا إلى دورة استثنائية للمجلس انعقدت في فاتح نونبر الموالي، أعادت طرح الموضوع وصوتت بأغلبية هشة لصالح قرار الانضمام الشيء الذي اعتبرته اللجنة  في بلاغها مؤشر خطير على تغول سلطات الوصاية وإضعاف السلطات المنتخبة.

وسجل البلاغ اعتزاز اللجنة المحلية بوجدة، بالحراك السلمي والحضاري الذي تخللته أشكال نضالية راقية ومبدعة توزعت بين مسيرات جماهيرية سلمية، مسيرات نسائية جماعية ثم مسيرات بالدراجات الهوائية واعتصامات…وكل هذه الأشكال الاحتجاجية التي عرفت التفافا جماهيريا قويا لساكنة فجيج عن بكرة أبيها.

عبد الحفيظ بوبكري

ومن جهته سبق  وصرح الناشط الجمعوي والاعلامي بفرنسا “عبد الحفيظ بوبكري”، أن فجيج توجد فوق بحيرة من الماء، وتقع على منحدر موقع تنبثق فيه المياه الباطنية بقوة، وآخر ما كان متوقعا هو أن تشكو واحة فجيج من ندرة المياه على الأقل في الجهة الشرقية، إلا أنه مع الأسف قد أصابها ما أصاب كل المناطق في المغرب،

وللاشارة  فقد سبق  لعبد الحفيظ بوبكري دق ناقوس الخطر، عبر عدة مقالات نشرها في عدة منابر اعلامية منذ سنة 2022، يحذر من خلالها  السلطات من استنزاف الفرشة المائية، والاستمرار في حفر الأنقاب للبحث عن الماء من أجل سقي  الضيعات المحيطة بالواحة وبعض البساتين دون حسيب أو رقيب.

كما تطرق في مقالاته المنشورة خلال سنة 2022، الى موضوع تراخي السلطات وتواطئها الغير معلن في قضية حفر الأنقاب، الشيء الذي ادى الى استنزاف الفرشة المائية.

هذا ورجح أن سوء عادات الساكنة في السقي والغسل وفي كل أسباب استعمال الماء التي لا تزال سمته الغالبة الهدر والتبذير دون الشعور بالخطر يعود لاعتقادهم ان الماء نعمة لن تزول أبدا في يوم ما، على اعتبار الموروث التاريخي للمنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى