ثقافة وفنون

الروائي والاعلامي خالد اخازي يكتب:دفن ميت مرتين…

لا تحاول زرع الخوف في قلمي.. !
كي أكتفي بالاستمناء باسم الخيال….
كما تفعل أنت… مع رهطك…
أرأيت رجلا، سجن نفسه في غرفة… ويقلقه ضوء مصباح…؟
أرأيت رجلا يتغوط في دلو…؟
أرأيت رجلا… ينام بملابسه…
إني قذر متسخ…. قد لا أرى وجهي في المرآة حتى تراني…
أرأيت رجلا ينام وكل عضو فيه يئن في صمت…؟
أرأيت رجلا… اعتزل الصخب…والحياة..؟
والحانات…. والسباقات….
رجلا هربت منه الحياة…
فاختار أن يقيم في الكلمات…
تكفيه كسرة خبز وكأس ماء من الصنبور…
ويفضل لو منحته السماء العيش بالجوع…
أرايت رجلا… لا يحلم بجسد امرأة طرية…؟
ولا بجعة في فندق حالم..
ولا بسيارة تخطف الألباب…
ولا بشقة بمسبح… ومرآب…
رجلا يحلم فقط… أن يغلق عليه الباب…
فأنا لو عشت في علبة كبريت…
سأكون كما أنا…
فالخيال فوق المسافات…
فوق الخرائط والمساحات…
لهذا لا تهدد رجلا ميتا…
لا تهدد رجلا… فقد الولد…
فانتهى عنده آخر فصل من الحياة…
لا تهدد رجلا…
أنهكه المرض وتعدد الأسقام…
وخَبِرَ الإكتئاب… والوحدة والعزلة…
وأغلق عليه الباب…
فقط… تنحَّ وامض بسلام…
لست مثلك أنتشي بجسد مقهور…
لامرأة تبيع الكرامة…
لرجل معطوب الرجولة..
طافح الفحولة..
ولا بنبيذ معتق… يساوي أجرة قتيل…
ولا بسفر… اختفي فيه لأمارس عهري…
لا تخفني….!
فإن حريتي ليست في الفضاءات…
وخيالي هو مصدر حبوري العابر….
وهو غير قابل للبيع…
ولست مستعدا… للموت مرتين..
فالجسد يبلى…
لكن …. الأذى يظل يسعى…
ولو كابوسا في ليل جريح..
فانا الميت الحي…
فهل تريد دفن ميت مرتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى