رأي/ كرونيك

ماحصل لهاجر خرق لحقوق الإنسان بسبب القوانين الأصولية الرجعية التي يجب أن تزول

الدريدي مولاي أحمد

بداية أطالب بإطلاق سراح هاجر الريسوني و شريكها، و كذلك المهنيين الصحيين، اللذين تم الزج بهم في سجن ،في ملف اقل ما يمكن وصفه  به هو “العبث“.

هذه الحادثة جعلتني أقارب الأشياء بالعقلانية؛ الصحافية  هاجر الريسوني هي ضحية شظايا قصف بسلاح جهة صديقة

كيف ذلك،  بتاريخ 4-أبريل-2015: قال الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني في مقال نشر بجريدة هسبريس الإلكترونية، باسم الصحافي محمد الراجي، حيث جاء في هذا المقال “أن الإجهاض تفتح أبواب جهنّم على الأسرة المغربية،”….

للأسف الشديد أن شظايا هذا القصف الذي استهدف المجتمع المغربي أصاب إحدى بنات أسرة إحدى العائلات العريقة في “الجهاد عبر القرصنة في عرض البحر الأبيض المتوسط” خلال أزمان بعيدة امتدت مابين عهد القرون الوسطى في الغرب المسيحي و عهد وبلاد السيبا في الغرب الإسلامي.

لقد أبْدى آنذاك فقيهُ مقاصد الشريعة أحمد الريسوني، تمسّكه بموقفه الرافض لإباحة الإجهاض، إلّا في حالات ضيّقة جدّا، حدّدها في تعرّض المرأة للاغتصاب، معتبرا في مداخلة ضمن ندوة نظمها المركز المغرب للدراسات والأبحاث المعاصرة أنّ إباحة الإجهاض يعني “فتْحَ أبواب جهنّم على الأسرة للقضاء عليها”.

اعتَبر الريسوني أنّ الاختلافَ بيْن دُعاة إباحة الإجهاض من منطلق أنّ المرأة حُرّة في جسدها ولها أن تُبْقي الحمل أو تُزيله ومعارضيهم الذين يُدافعون عن حقّ الحياة في الجنين ليس اختلافا حوْل الموضوع في حدّ ذاته بل حوْل توجّهيْن لكلّ واحدٍ أولوياته وتوجّهاته

ماذا قالت القوى الحقوقية والنسائية و العلمانية التقدمية في موضوع الإجهاض، لأن الوقت والمجال لا يتسع سرد كل المواقف فقد استعرت جزءا  مما كتبته الصديقة سناء العاجي هذا الصباح “ملخص الحكاية، أن دولة متخلفة فقط يمكنها أن تضع في السجن أشخاصا راشدين بتهمة الحب أو الجنس! ملخص الحكاية، أنه لا يهم أن تكون هاجر الريسوني قد أجهضت أم لا… المهم أنها اليوم متابعة بتهمة يفترض أن نخجل من كونها موجودة في ترسانتنا القانونية. ملخص الحكاية أننا لا يمكن أن نعيش في دولة، تتحكم في أجساد مواطنيها الراشدين وفي حياتهم الحميمية. ما لم يكن في الأمر اعتداء على حقوق الآخرين (استغلال جنسي، اعتداء جنسي على الأطفال أو الراشدين وما إلى ذلك)، فمن العبثي أن نعاقب الأفراد بتهمة الحب أو حتى …….”

الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، علق إن “الدولة قد تناقضت وشعاراتها باحترام حرية الفرد والترويج للإسلام المتنور”.

الأمير هشام و هو يعني ما يريد قوله أن هذه القضية تقود دور إمارة المؤمنين التي قبلها واسترضاها المغاربة!!!!؟

سوق التعابير بالإدانة فتح، فهل هذا ما يريده المغاربة، المسؤولية تابثة في أن ما حصل لهاجر الريسوني وشريكها، هو ما يحصل لمئات الآلاف من المواطنين المغاربة بسبب تدخل الرجعيين الأصوليين في حياتنا و حقوقنا الفردية.

تدخل يتم عبر القوانين التي تجرم العلاقات الجنسية الرضاءية بين البالغين، وعبر فتاوي الفقهاء مثل عم هاجر، التي تتدخل في أشياء تخص ملابسنا الداخلية وأجسادنا وحميمياتنا. أسوق هنا شعار سبق وأن تم رفعه (اخرجوا قوانينكم من تباناتنا ) ملابسنا الداخلية.

faite sortir vos lois  de nos culottes

بتامغرابيت هذا الموضوع ماشي سوق الدولة، ما شي سوق الفقهاء ولا مؤسسة إمارة المؤمنين، ولا الحكومة، هي بشكل بسيط ؛ شطط في استعمال السلطة وخرق لحقوق الإنسان بسبب القوانين الرجعية الأصولية التي يجب أن تزول من ترسانة قوانين المغرب…….هي خرق سافر لحقوق الإنسان.

والمطلوب المستعجل  الذي اود ان نرفعه جميعا هو وقف هذا العبث وإطلاق سراح هاجر وشريكها والمهنيين الصحيين وبذلك سنكرس هذا القرار في قرارات المحاكم المعتد بها jurisprudences..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى