ميديا و أونلاينميديا وإعلام

صحافيو الجزائر يتكتلون دفاعا عن المهنة وفي مواجهة مع ما وصفوه أخطار “وجودية”

أطلق  ناشطون مبادرة، غايتها إنقاذ الصحافة الجزائرية، مما يهددها من أخطار وصفت، بـ”الوجودية”، نتيجة عملية القمع والتضييق الممنهج، التي تعترض العمل الإعلامي في الجزائر، خاصة  بعدما أصبحت مسألة حبس الصحافيين ومتابعتهم أمام القضاء، وحتى منعهم من السفر في قضايا النشر، روتينية في نظر السلطة القائمة.

وهكذا تداول  أعضاء المبادرة في  التطورات الأخيرة في الساحة الإعلامية، بعد توقيف أربعة صحافيين من جريدة “لوتان دالجيري” الجزائرية المؤيدة للسلطة والتابعة لمجمع “وقت الجزائر” المملوك لرجل الأعمال المسجون علي حداد، على خلفية منشور صدر لأحدهم في صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، عبر فيه عن “براءته من مضمون التقرير الرئيسي في الصحيفة”، وانتقد الإفراط في التعتيم على موقف الشارع من الانتخابات الرئاسية.

ولم تصدر الصحيفة أمس الأربعاء فيما نفذ العاملون فيها إلى جانب موظفين في وسائل إعلام أخرى تابعة للمجموعة نفسها (صحيفة وقت الجزائر العربية وتلفزيون دزاير تي.في) اعتصاما أمام مقرها في العاصمة الأربعاء.

والأحد، استقالت صحافية في الإذاعة الوطنية بسبب تعرضها “لضغوط”، وفق ما أفادت به وسائل إعلام جزائرية، فيما ندد نحو 300 صحافي مؤخرا بتعرضهم لـ”ترهيب” و”تهديدات”.

ورغم أن القطاع استبشر خيرا بالإفرازات الأولية للحراك الشعبي، خاصة بعد سقوط نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، وإحالة العديد من المقربين منه على السجن، إلا أنه سرعان ما تدهور بشكل كبير، حيث يذكر بعض الإعلاميين المخضرمين، أن “الوضع الحالي للإعلام لم يُشهد حتى في زمن الأحادية الحزبية والسياسية والإعلامية (1962 – 1989)، وأن ما يعيشه القطاع خلال الأشهر الأخيرة لا يقارن حتى بما كان خلال عهد بوتفليقة”.

وتراجع تصنيف الجزائر في ترتيب حرية التعبير بخمس درجات مقارنة بالعام الماضي، حيث باتت تحتل المرتبة الـ151، وهو تصنيف يعكس حقيقة الحريات الصحافية والإعلامية المتدهورة، رغم خطاب السلطة المروج للديمقراطية والتعددية السياسية والإعلامية.

هذا وجاءت وقفة مبادرة إنقاذ الصحافة في مسيرة الجمعة الماضي، تجسيدا للعديد من الأفكار والتصورات التي تم تداولها في لقاء حضرته وجوه إعلامية من مختلف المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة، وتركت المجال مفتوحا أمام التشاور حول الخطوات القادمة بغية الدفع بالسلطة إلى مراجعة سياستها تجاه أداء القطاع الإعلامي، والسماح بفتح الأجواء أمام حرية التعبير والإعلام.

المصدر: وسائل إعلام جزائرية و صحيفة العرب اللندنية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى