سياسة

مع البيجيدي في السياسة كل شيء ممكن.. لا مشكلة في التحالف مع البام وهذه مبرراته

هل يتجه حزب العدالة والتنمية لإنهاء “القطيعة” مع حزب الأصالة والمعاصرة، الذي اعتبر في يوم من الأيام، خطا أحمرا لا يمكن القبول بالتحالف معه، عمليا، كان التحالف الذي حدث بين الحزبين في جهة طنجة، مؤشرا من ضمن عشرات المؤشرات على بداية “التطبيع” مع الحزبين.

لا يتوقف سيناريو التقارب بين الأصالة والمعاصرة، في المؤشرات، التي تبدأ بالانتهاء الفعلي لمقولة التحكم، والتي كان يستعملها رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران، بقوة، وكان يتجه في الغالب الأعم بكلامه لحزب الأصالة والمعاصرة على وجه التحديد، ومن خلفه لجهة محددة في مربع السلطة، باعتباره الألية والأداة التي ينجز بها التحكم، بل، نحن اليوم أمام تصريحات إما  ضمنية أو صريحة لقادة هذا الحزب، التي تدفع للاستنتاج، أن البيجيدي يغازل تيارا واسعا داخل البام لم تعد تغريه كثيرا الخلافات الإيديولوجية، والتي كانت قدمت كمصوغ لمنح شرعية ومشروعية، لحزب ولد برعاية الدولة ورموزها في السلطة الحاكمة.

العضو القيادي في البيجيدي، عزيز الرباح،  في ملتقى  وطني لرؤساء الجماعات الترابية لحزبه ، أمس الأحد بالقنيطرة، قال إن التحالف، الذي حدث في الشمال أملاه القيام بـ “الواجب وتسريع المشاريع واستشراف المستقبل، وتوجيه رسالة إلى الجميع أنه عندما تكون المصلحة الوطنية ومصلحة المواطنين تتراجع الخلافات السياسية إلى الصف الثاني، وهذا هو حزبنا“.

  في السيق ذاته، عاد الرباح للانتخابات التي جرت في جنوب إفريقيا، والتي توجت بودرا  بمنصب رئيس المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية، أن حزبه دعم ترشحه، رغم انتمائه لحزب الأصالة  والمعاصرة،  مفسرا ذلك،، بقوله: إن الدفاع عن راية المغرب هو سبب دعم حزب العدالة والتنمية لمحمد بودرا، مرشح البام الذي بيننا وبينه خلافات سياسية    كبيرة”…إن هذا  “الدعم يأتي بالرغم من عدم تواجد البيجيدي في الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات التي يرأسها بودرا، بسبب خلافات هذه     الجمعية، لكن عندما ترشح رأينا مصلحة الله الوطن الملك“.

 في حوار أجرته يومية “أخبار اليوم” مع سليمان العمراني، نائب الأمين العام للبيجيدي، صرح هذا الأخير في معرض تبريريه التحالف الذي حدث في جهة طنجة، أنه في    السياسة لا توجد اختيارات حدّية، فنحن نقدر المصلحة في كل سياق محدد، والمصلحة تتقلب حسب السياقات”، معلنا أن كل شيء مبدئيا ممكننا “وأنا لا أقول إننا حتما سنتحالف مع البام، كما لا أقول حتما لن نتحالف مع البام. المعطيات السياسية والسياقات هي التي تحدد مواقفنا”.

و تأكيدا لما ألمحنا له في بداية هذا المقال التحليلي، أن حزب المصباح يلعب على تناقضات حزب عمليا في بداية النهاية، كشف العمراني، في الحوار نفسه، أن حزبه تلقى عرضا  “التحالف من تيار المستقبل، ممثلا في كل من عبد اللطيف وهبي، وأحمد اخشيشن، وفاطمة الزهراء المنصوري، ولكن لا يجب أن تنسى أن قيادة الأصالة والمعاصرة هي التي رشحت رئيسة الجهة، فاطمة الحساني، إذن نحن أمام تحالف تدبيري اقترحه علينا تيار المستقبل داخل البام”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى