سياسة

إبراهيم ياسين: يحلل حراك الريف وحركة 20 فبراير في علاقتهما بمعضلة الديمقراطية في المغرب

قال إبراهيم ياسين، إنه وبعد أزيد من ستين سنة على الاستقلال، مازال المغرب في مواجهة نفسها المشكلة ممثلة في  الديمقراطية، واعتبر أن هذا الأمر ليس بمثيل أننا كنا على اليمين وسننعرج الأن على اليسار، في إشارة للجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، والذي كلفت بوضع تصور وبرنامج بديل، تماما مثلما كلفت في بداية عهد الملك محمد السادس اللجة الخمسينية التي كانت أعدت تقريرا كبيرا وعريضا بمناسبة مرور 50 سنة على استقلال المغرب، والذي يظهر اليوم يشير ياسين انه استنفذ، وأن الحاجة باتت ضاغطة لإعداد مجلد، يصاحب بدعاية قوية، ومعناه أنه على رأس كل عشرين سنة، أو على الأقل عشر سنوات، سنكون أمام تجسيد جديد لمفهوم الاستقرار، الذي يجري قياسه بميزان الذهب، والذي يعني عدم التغيير.

في نفس السياق، أكد إبراهيم ياسين أن المشكل الذي مازال يواجه المغرب هو الديمقراطية، بما تعنيه كهندسة لبناء الدولة وبناء المجتمع، إنها نفسها الإشكالية التي مازال المغرب يقف أمامها منذ 1956، أي منذ ما يزيد على 60 سنة على استقلاله، وأن القوى الداعمة للتغيير، بما فيه يسار السبعينات، لم يعرف الطريق التي ستؤدي للديمقراطية.

وأوضح ياسين، خلال الندوة التي نظمت اليوم بمراكش من طرف الاشتراكي الموحد، تحت عنوان “الحراكات الاجتماعية وسؤال الديمقراطية بالمغرب”، أنه يريد أن يحلل موضوع الديمقراطية في علاقتها بالحراك الشعبي، وخاصة منه حراك الريف، أي ماذا يقدم هذا الحراك لمشكل الديمقراطية، والتي تبنى المغاربة لبلوغها في الفترات السابقة جوابين، جواب العنف بمختلف أشكاله لبلوغ الديمقراطية خاصة في فترات الستينات والسبعينات، عنف مضاد في مواجهة عنف الحاكمين، وجواب ما سمي بالمسلسل الديمقراطي بعد فشل العنف، والذي اعتبره إبراهيم ياسين، نوعا من التحايل على ديمقراطية غير واضحة، بحديث عن انتزاع بعض الجزئيات والمراكمة بغاية ربما الوصول إلى الديمقراطية، وهي الاستراتيجية أو الخطة التي استمرت فوق أربعين سنة، والتي لم تؤت نتائج، بدليل أننا مازلنا اليوم، يضيف المتحدث نفسه، نعيش نفس سؤال ومشكل الديمقراطية.

في نفس السياق، أبرز ياسين، أن تجربة المغاربة مع الجوابين، انتهت لاستبعاد وبصفة نهائية العنف طريقا للديمقراطية، في حين أن جواب المسلسل الديمقراطي لم يعط نتائج، من هنا تأتي اليوم أهمية حراك الريف، باعتباره يقدم ملامح جواب من داخل الشعب، انطلاقا من النتائج وليس من الأذهان، فالأمر يوضح العضو المؤسس للاشتراكي الموحد، ليس أننا أمام معادلة رياضية يمكن للعالم أن يقدم لها حلولا، إذ المجتمع هو الذي يقرر في الطريقة التي تقوده للديمقراطية.

وواصل إبراهيم ياسين تحليله، بالتأكيد أن حراك الريف من وجهة نظره قدم ملامح جواب وبديل للعنف طريقا للديمقراطية، وللمسلسل الديمقراطي، الذي انتهى لبرلمان ليس برلمانا وحكومة ليس حكومة، وسؤال من يحكم فعليا وحقيقة، وتداخل المسؤوليات، حد لا أحد مسؤول والجميع مستعد في أية لحظة أن يتبرأ من المسؤولية.

وأفاد المتدخل ذاته، أنه يزعم أن حراك الريف، يعلم قوى التغيير، وأنه بلور جوابا ليس فيه عنف، وليس جواب المسلسلات، وأن طريقة المغرب للتغيير والتي تتماشى مع مصلحته وتناسبه، في السياق العالمي المتغير وغير المتوقف، مؤكدا أن المغاربة يريدون التغيير، لكن لا أحد يريد الفوضى والفتنة والعنف، يريدون التغيير لأن العالم غير متوقف.

في نفس السياق، أوضح إبراهيم ياسين، أن المغرب توفرت له إضافة لمدرسة حراك الريف، مدرسة ابتدائية كانت هي حركة 20 فبراير، وكلا المدرستين، يشير المتحدث ذاته، تفرض علينا الرجوع لهما لاستيعاب دروسهما، لأن القوى التي تصدت للتغيير قامت بكل ما يمكن القيام به، وهي اليوم مطالبة بأن تنكب على دروس المجتمع، لتستنتج منه طريق المغرب للتغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى