ذاكرة

عبدالصمد بلكبير: عبدالواحد بلكبير وتضحياته الاستثنائية وقصة علاقته بالأموي وعمر بنجلول وانتفاضة 23 مارس

كشف عبدالصمد بلكبير أثناء الكلمة التي ألقاها في تأبين عبدالواحد بلكبير، أن الذين يتصورون أن انتفاضة 23 مارس 1965 كانت عفوية هم على خطأ، إن الانتفاضة كانت بقرار من التنطيم، وأنا من جئت بالقرار، ونحن الإثنان من نفذا القرار وسهرا على تنظيم الانتفاضة بمراكش.

عبدالصمد بلكبير الأول على يسار الصورة

وقال عبدالصمد بلكبير الكلمة ذاتها، في حق عبدالواحد بلكبير، الذي توفي يوم الأحد 22 دجنبر، خلال  مراسيم تشييع جثمان الراحل  عبد الواحد بلكبير يوم 23 دجنبر 2019، بحضور كثيف ووازن للقيادات السياسية الوطنية من مختلف المشارب والحساسيات، وشخصيات مغربية، ومناضلين سياسيين وحقوقيين ونشطاء المجتمع المدنى، ورفاق الفقيد واصدقاءه وعاءلته، وكل من ساير مسيرته النضالية الاستثنائية، إنه ومنذ التحاقه بحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بين سنة 1961 و1962، ومنذ ذلك الوقت لم يفتر ولم يتوقف على النضال والكفاح والثقة والتفاؤل في المستقبل، وبالمناسبة وجب التذكير، يقول بلكبير، إنه وأنا و12 آخرين اعتقلنا في 1965، وكنت أنا من جاء بقرار تنظيم إضرابات التلاميذ من المنظمة 23 مارس بالدرالبيضاء وكنا أنا وإياه من سهرنا على الحركة إلا أن نفذ القرار في خمس ثانويات أنذاك في 26 مارس، إذ كنا أنا وإياه وآخرين بمراكش طالبنا بتأخير الانتفاضة فيها.

وأضاف بلكبير، موضحا أن عبدالواحد تجاوزني بكثير في التضحية والبدل، وفي هذا الصدد ذكر المتحدث ذاته، أنه ومع مجيئ فترة الحركة الطلابية، ومدرسة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والتي أعتبرها يشير بلكبير، المدرسة التي ننتمي إليها جميعا، بما فيها الكثير من الحضور الحالي، بل وأعتبر أنه ليس صحيح الحديث عن جيل، بل عن خريجي هذه المدرسة، حيث ومع قرار حل هذه المنظمة سيعتقل عبدالواحد بلكبير والتقينا في مرحلة السجن، عندما انتهت المحاكمة الأولى، وجاءت بعدها المحاكمة الثانية وأنا وهو وعزيز المنبهي، وبعد المسيرة الخضراء والأجواء التي صاحبتها، اضطروا أن يحكموا علينا بعدم المتابعة، في حين ظل عبدالواحد بلكبير مسجلا في المتابعة، إذ بعد سنة ونصف وبدون مناسبة جاءوا واعتقلوه من منزل أخيه.

 

في نفس سياق الشهادة التي ألقاها عبدالصمد بلكبير في حق ابن عمه عبدالواحد، أن اعتقال هذا الأخير لا يشبهه فيه أحدا باستثناء لطيفة اجبابدي وعبداللطيف الدرقاوي، هؤلاء الثلاثة كانوا استثناء في تعذيب المعذب، لأنهم كانوا يتواجهون مع الجلاد ويصيحون في وجهه، ومن تم يضيف بلكير كانوا يدفعونه أن يحس أن لا قيمة للتعذيب الذي يمارس في حقهم,

وذكر عبدالصمد في الشهادة ذاتها، أن عبدالواحد بلكبير لم يستسلم أمام التعذيب، حيث قضى في معتقل الكومريس أكثر 13 شهرا مكبلا ب”المينوت” وهناك سيعرفه نوبير الأموي، وهناك كل الذين توفوا في ذلك المعتقل توافوا على يديهما(نوبير الأموي وعبدالواحد بلكبير).

وأوضح المتكلم نفسه، أنه لا يمكن في هذه المناسبة، إلا أن يذكر بالعلاقة الاستثنائية التي كانت تجمع الراحل بالشهيد عمر بنجلول، والذي كان يحبه ويقدره وتربطهما علاقة خاصة وفريدة من نوعها.

وفي الأخير، تمنى لو كان حاضرا محمد بنسعيد الذي حال بينه والحضور ظرف خاص، ليلقي هو كلمة التأبين، أو أن يلقيها محمد الحبيب طالب، أو جليل طليمات، أو الأولى طليقته لطيفة اجبابدي، الذي إضافة إلى ما تعرفون عن كفاحها ونضالها، كافحت معه،  وتعاملت معه في فترات مرضه تعامل أخلاق اليسار الحقيقية.

 

جانب من الحضور أثناء تشييع جثمان عبدالواحد بلكبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى