ذاكرةرأي/ كرونيك

في الذكرى 1لرحيل الفقيد فحلي عمر وقصته مع لصوص اعترضوا طريقه أياما بعد خروجه من السجن

حسن صعيب

في جلسة حميمية مفعمة بالطرائف وقصص الحياة اليومية، حكى لنا الفقيد عمر مع ثلة من الأصدقاء الخلص هذه الحكاية الطريفة:” بعد خروجي من السجن وأنا لم أتكيف بعد مع الأوضاع الجديدة، اعترض طريقي ذات ليلة بعض اللصوص، وطلبوا مني إفراغ ما بجيبي بدون حدوث ضوضاء وإلا ستكون النتائج وخيمة عليك، وبتلقائية أجبتهم كما لوأنهم أبنائي، بأنني حديث العهد بالحرية، ثم سألوني عن التهمة التي اعتقلت من أجلها، فقلت لهم أنني كنت معتقلا سياسيا، وعلى الفور سألوني مرة أخرى هل أعرف البراهمة والصعيب وشباري، فأقنعتهم بمعرفتهم من خلال ما تشير عليه ظروفهم في سجن عكاشة وما قضيت من أوقات ممتعة معهم، فاعتذروا عن اعتراضي وسلموني 50 درهم لأتدبر تنقلي عبر الطاكسي” سأعرف فيما بعد هؤلاء”اللصوص” لقد تعرفت عليهم عندما كانوا بسجن اغبيلة ثم بسجن عكاشة، وقد ربطتنا معهم علاقة اجتماعية متميزة، إذ كنا نساعدهم في تدبر معيشهم اليومي بمنحهم الخبز الأبيض الذي كان يعجن خصيصا للمعتقلين السياسيين، والحليب المعلب الذي كان يعتبر العملة الصعبة في التبادل التجاري داخل السجن ، والخضر الطازجة والقطاني.

من خلال تلك الواقعة مع الرفيق الفقيد عمر فحلي، يبدوا أنهم ردوا لنا الجميل، والخلاصة أن هؤلاء الشباب الذين رمى بهم النظام خارج عملية الإنتاج وحكم عليهم بالتهميش وامتهان “حرف” حاطة بالكرامة، يمكن أن يتحولوا بسرعة إلى ثوار في فترات الأزمة الثورية إذا أحسنت قوى التغيير كيف تعبئهم لصالح الثورة والتحرر الاجتماعي.

الفقيد عمر فحلي 3 على يمين الصورة جالسا
الفقيد عمر فحلي ورفيقة عمرة حورية الساهل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى