ميديا وإعلام

الشاربي أم عمر…كلَّما رنَّ جرسُ باب منزلنا بعدَ غروب الشمس أقفزُ من مكاني هلعاً تُرى! من يكون الطارق؟

كلَّما رنَّ جرسُ باب منزلنا بعدَ غروب الشمس، أقفزُ من مكاني هلعاً. تُرى ! من يكون الطارق؟ هل عادوا من جديد؟
لقد عادوا باستدعاء جديد، وعادوا بعد غروب الشمس.

كنتُ أسمع فقط في حكايات ماضينا عن زوار الليل، لكنها ربما عادةٌ مستحبة لهؤلاء الزوار أن يأتونا ليلا، ليأخذوا عمراً لمكاتبهم.
عمر ابني وحبيبي وقرّةُ عينيَّ، منحته كلَّ الحب في حضني الذي منحه القوة والأنَفَة والكرامة.

اخترنا له اسم الشهيد عمر بن جلون لحقنه بحب الوطن والتضحية في سبيله حتى الشهادة. واخترنا لأخيه الصغير الجميل اسم الشهيد المهدي بن بركة ليستمر فينا بطلا وشهيداً.

كبُرا معنا وتقاسما معنا الشقاء في حياة بسيطة بالكاد تحقق لنا عيشا كريما .

لم تكن حياة سهلة ولم نستطع أن نحقق لهما ما يحلم به الأطفال، لكن حققنا لهما تعليما في المدرسة العمومية التي تفوقا في جميع مراحلها وحتى الجامعية، وحققا حلمنا وحلمهما في أن يكونا من الصفوة العلمية.

وها هو المهدي غادر البلد إلى الخارج غضبا من ظروف العمل وإجحاف المسؤولين وهو خريج أهم مدارس الهندسة في المغرب.


أما عمر الذي أصرَّ على البقاء في وطنه خدمة له وفضحاً لفساد الفاسدين وضعوه هؤلاء في مرمى قنص الشجعان و الشرفاء والأبطال .


لك يا حبيبي يا عمر حياتنا فداءً لك .
سِرْ فأنت على الطريق الصحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى