رأي/ كرونيك

القصر… والصحراء المغربية وتداعيات صفقة القرن

بقلم مراد بورجة

إسراع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مؤخرا لإصدار تصريح يرفض فيه التطبيع مع اسرائيل ليس إلاّ هروبا إلى الأمام.
فتصريح العثماني ليس رسميا، ولا يُمثل إلاّ نفسه، كما أن العثماني لا يُمثل الدبلوماسية المغربية التي أوكل القصر تمثيليتها لوزير الخارجية بوريطة الذي رفض سابقا التعليق حول دور المغرب في مخطط صفقة القرن، أو ما سمي بحل ملف الصحراء الغربية المغربية مقابل قبول المغرب بالمخطط الأمريكي الكبير القاضي بفض النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي بدأ تطبيقه على الأرض بضغط القوى العضمى منذ الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفتح سفارات بها.

توقيع الإمارات التطبيع مع اسرائيل هو بداية فورية لإعتراف باقي الدول العربية والإسلامية بصفقة القرن ليس إلاّ.
وبداية “ضغط” كوشنر زوج إبنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامت المكلف بتنفيذ صفقة القرن عبر زيارته الشرق أوسطية لخمسة دول هذه الأيام ستفضح المستور.

ما يهمنا هنا هو المغرب، وأي دور سيلعبه في هذه الصفقة التي أصبحت “مفروضة” دوليا.

وضعية المغرب تختلف وتتداخل بين رئاسة المغرب للجنة القدس، وكذا مساومته بضغط واشنطن عبر ملف الصحراء الغربية المغربية الذي كلف المغرب 46 سنة من الإستنزاف ولازال يراوح مكانه.

كان المغرب من بين الدول الأوئل الدين اطلعوا على صفقة القرن، وقد اعلنت ذلك إبنت ترامت خلال زيارتها صحبة زوجها للمغرب مؤخراً.
هذا فتح نقاشا كبيرا وقتها في أوساط المغاربة حول أولويات المغرب، والإختيار بين قضية الوحدة الوطنية، أو القضية الفليسطينية.

وهو نفس النقاش الذي قد ستتصاعد حدته هذه الأيام مع زيارة كوشنير للمغرب ضمن جولته هاته التي ستكون حاسمة في الإعلان عن المواقف أمام العالم.

هنا يجب طرح سؤال السيادة بين المفهوم القانوني، الواقع السياسي لكل بلد على حدة.

لقد كاد قرار الراحل الحسن الثاني استقبال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في يوليوز 1986 أن يُكلفه عمره، حيث راج وقتها أن القدافي قاد محاولة اغتيال الملك أنداك.

كما كان هذا الإستقبال جاء ‫انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية سلف الاتحاد الأفريقي بعدها في عام 1984، إثر حصول البوليزاريو على دعم وتأييد عدداً من الأعضاء للحصول على عضوية المنظمة. ‬

يجب فتح نقاش عمومي منذ اليوم حول صفقة القرن وتداعياتها، وفتح المجال أمام مشاركة الشعب القصر في الحسم في هذا النزاع الدولي العقيم.
يُتبع..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى