رأي/ كرونيكفي الواجهة

دعم من؟ وفي أي سياق؟…وحكومة الأثرياء تواصل توزيع هداياها وإعفاءاتها على المقربين منها

قبل شهور انطلقت بدايات أزمة غير مسبوقة . دخل الوباء إلى البلاد .. بدأت الاصابات ..انطلق موكب الجنازات . وتم إتخاذ إجراءات قاسية ضرورية.

تأسس صندوق دعم كان مفروضا أن يكون تطوعيا فإذا برءيس الحكومة يعلن في قرار غير مسبوق عن سرقة مكشوفة ليوم عمل من كل شهر على امتداد فترة الحجر الصحي التي دامت ثلاثه اشهر لكل الموظفين والموظفات بما فيهم الواقفون والواقفات في الخطوط الأولى من أطباء وممرضين ومختلف الأسلاك الأمنية ونساء ورجال التربية والتعليم .

بعد رفع الحجر الصحي سارعت الحكومة كعادتها إلى تعديل قانون المالية بالنقص المحسوس من ميزانية التعليم والصحة وطبعا لم تخصص أي غلاف حقيقي لمكافأة من خاطروا (ولا زالوا ) بصحتهم وحياتهم واكتفت هي وغيرها بالشكر السطحي والعبارات الجوفاء ..

تفاقمت اعداد الاصابات بعد رفع الحجر وتضاعفت أعداد الوفيات وانفتح المستقبل على المجهول في غياب أي استراتيجية واضحة وبعد تأكد سقوط كل التوقعات الرسمية ..

انعكس الأمر على مختلف القطاعات وبدأت علامات الفقر والحاجة تظهر بقوة . عشرات الآلاف من المشتغلين والمشتغلات في مختلف القطاعات غير المهيكلة فقدوا مصدر رزقهم وتحولوا وبدا واضحا أن مساحات الفقر ستتسع مع استمرار الجائحة وهو ما نعيشه الآن ..
لكن ..لكن

استمرت حكومة الاثرياء في توزيع الهدايا والاعفاءات الضريبية على المقربين منها .. استمر ارتجالها وتخبطها واستمر تمييزها الفاقد لكل أساس منطقي بين فءات الشعب وبدأ منطق معروف يسود وهو أن من يرفع عقيرته أكثر من الآخر هو الذي سينال الحظوة والفوز ..

وهاهي اليوم تؤكد أنها تخبط خبط عشواء بتوزيعها لما سمي دعما للثقافة والفنون وهو أمر يحتاج إلى نقاش وتوضيح . هاهي اللاءحة تتسرب والنقاش يشتعل على وساءل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومندد وبين راض ورافض ..

وبغض النظر عن كون النقاش في حد ذاته يعتبر مسألة صحية وضرورية فإن هذه الحكومة قد احدثت بهذا الإجراء شرخا جديدا وسط المجتمع الذي يعيش أزمات عميقة ستزيدها هذه الجائحة احتدادا .

نعم أهل الفن بكل ألوانه مواطنون ومواطنات ايضاً ولهم حقوق مثلما عليهم واجبات لكن أن تلفت الحكومة إليهم وحدهم دون غيرهم فهذا فيه حيف وانتقاص ..
شروط التعبئة المفروض ان تتواصل للحد من تبعات الأزمة التي افقرت فءات عريضة ودمرت قطاعات حيوية .. أقول هذه الشروط تفرض التعامل بعدالة ومساواة وعدم تكرار هذه السقطات التي بدأت مع ارضاء الشركات وتواصلت مع قطاع التعليم الخاص وها هي تستمر مع قطاع الفنون والثقافة .. طبعاً كما تفهمها هذه الحكومة .

ولعله من شبه المؤكد أن الأمر سيتواصل غداً وبعد غد مع توزيع الأموال على قطاعات مهنية معينة في غياب كامل لأي تصور استراتيجي متكامل لتجاوز الوضع الذي فرضه الوباء ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى