سياسة

الباحث محمد الشرقاوي: ما يقدمه ترامب بمثابة جرعتين واحدة حلوة التدوق والثانية علقمية المذاق

قال محمد الشرقاوي، الباحث المغربي، وأستاذ تسوية النزاعات الدولية بواشنطن، إنه توجد منطقة رمادية تنتابها الضبابية في تأويل الموقف المغربي بقبول إعادة فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي في الدار البيضاء، وبدء حركة الطائرات بين الدار البيضاء وتل أبيب، لافتا إلى أن الإعلام الأمريكي وأيضا الإسرائيلي هرولا معا إلى اعتبار هذا الأمر تطبيعا كاملا على غرار التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.

وأضاف الباحث المغربي، في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، إنه ينبه، أن ما يقدمه الرئيس ترمب بمثابة ملعقة تجتمع فيها جرعتان مختلفتان، جرعة حلوة التذوق بعزمه فتح قنصلية أمريكية في الداخلة، قد يروّج لها مسؤولو الخارجية والجهات المركزية بأنها فتح مبين في استمالة الموقف الأمريكي، وجرعة علقمية المذاق تحشر مشروع التطبيع مع إسرائيل في حلق المغرب عنوة، فيما يثير ترمب لعابهم السياسي بتقديم “اعتراف” أمريكي بمغربية الصحراء في هذه المرحلة، ومما يزيد في تحلية الصفقة قبول واشنطن بدء المحادثات بشأن تزويد المغرب أربع طائرات من دون طيار.

في نفس السياق، أوضح الباحث المغربي، أن الإعلان الرئاسي الذي وقعه دونالد ترامب للاعتراف بمغربية الصحراء له دلالة ضعيفة من الناحية القانونية والسياسية في السياق الأمريكي، لسهولة إلغائه.

وأشار الشرقاوي في التدوينة ذاتها، أن هذا الإعلان الرئاسي مجرّد “أداة عملية” في السياسة العامة، ويعدّ أمرًا رمزيا أو احتفاليا، ولا يرقى إلى مستوى معاهدة أو صيغة قانونية ملزمة يقرّها مجلس الشيوخ في الكونغرس.

إلى ذلك، شدد الشرقاوي، التأكيد أن جوهر الموضوع لا يكمن قياس ما يعد به ترامب المغاربة بقنصلية في الداخلة، بل فيما إذا كانت واشنطن ستضع ثقلها لاستصدار قرار في مجلس الأمن في نيويورك، وينبغي أن يستحضر المرء أن هذا الغزل السياسي مع الرباط لصالح نتنياهو يأتي قبل أربعين يوما من موعد تسلم بايدن الرئاسة، وتولي ليندا توماس غرينفيلد منصبها على رأس البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى