حول العالم

تركيا: مقتل العشرات في فيضانات هي الأسوأ منذ عقود

أدت فيضانات عارمة، هي الأسوأ في تركيا، منذ عقود إلى مصرع 38 شخصا، على الأقل، في شمال البلاد.

وزار الرئيس رجب طيب أردوغان الجمعة إحدى المدن الأكثر تضررا، لأداء الصلاة ترحما على الضحايا ومتعهدا تقديم مساعدة حكومية.

ووفقا لحصيلة مؤقتة أعلنت عنها الوكالة الحكومية المسؤولة عن إدارة الكوارث الطبيعية، لقي 32 شخصا حتفهم في محافظة كاستامونو المطلة على البحر الأسود، وقضى ستة أشخاص في محافظة سينوب المجاورة. وهناك عدد غير محدد من الأشخاص في عداد المفقودين.

الفيضانات بعد الحرائق!

وتأتي هذه الفيضانات، التي تسببت بها أمطار قوية، ليل الثلاثاء الأربعاء، في وقت لا تزال البلاد تتعافى من حرائق ضخمة أودت بثمانية أشخاص في منطقة الجنوب السياحية.

ويرى عدد كبير من العلماء أن الكوارث الطبيعية مثل تلك التي تتوالى في تركيا، قد تصبح أكثر تواترا وشدة.

وبدا أردوغان حزينا ومفعما بالأمل في آن، خلال تأديته الصلاة على أرواح الضحايا أمام بضع مئات من السكان في مدينة كاستامونو التي غمرتها المياه.

وقال أمام الحشد “سنقوم بكل ما بوسعنا كدولة بأسرع ما يمكن، وننهض من تحت الرماد”. مضيفا “لا يمكن أن نعيد المواطنين الذين فقدناهم، لكن دولتنا لديها الوسائل والقدرة للتعويض على أولئك الذين فقدوا أحباءهم”.

غضب وصدمة!

إلا أن بعض الناجين المصدومين عبروا عن غضبهم حيال السلطات المحلية، متهمين إياها بعدم التحرك بالسرعة اللازمة لجعل السكان في أمان. وفي السياق، قالت أرزو يوجل التي فقدت أثر ابنتيها وأهل زوجها إثر انهيار مبنى سكني “قالوا لنا فقط أن نضع سياراتنا في مكان آمن، لأن النهر قد يفيض. لم يقولوا لنا أنقذوا حياتكم وحياة أبنائكم”. مضيفة وهي تجهش بالبكاء وفق وكالة الأنباء “ديميرورين” التركية الخاصة “لو تم تحذيرنا، لغادرنا في أقل من خمس دقائق (…) لم يُطلب منا إخلاء” المبنى.

وبعد تساقط أمطار غزيرة، ارتفع مستوى المياه إلى أربعة أمتار، في بعض المدن، بحسب السلطات، وغرقت شوارع مدن كاملة في سيول جرفت سيارات. وشاهد آدم سينول (75 عاما) المياه تحاصر خلال بضع دقائق منزله في محافظة بارتين. وصرح لوكالة الأناضول “لم أر شيئا كهذا من قبل”.

وتابع “ارتفعت المياه إلى فوق نوافذنا وكسرت بابنا وحتى حائط حديقتنا”.

بدوره، قال وزير الزراعة والغابات بكر باك دميرلي “إنها كارثة لم نعش مثلها منذ 50 أو مئة عام ربما”.

وفي مواجهة ارتفاع منسوب المياه، اضطرت فرق الإغاثة إلى إجلاء 45 مريضا من مستشفى في منطقة سينوب الساحلية. وأظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزة وانتشرت على منصات التواصل عملية إجلاء قرويين في مروحية بعدما لجأوا إلى أسطح منازلهم. وانهارت جسور عدة إثر انزلاقات أرضية.

أردوغان ولعنة الكوارث

وتتوقع مصلحة الأرصاد الجوية تواصل هطول الأمطار في المناطق المتضررة في سائر أيام الأسبوع. وتشهد المناطق التركية المطلة على البحر الأسود فيضانات بشكل متكرر.

وقبل شهر، قتل ستة أشخاص في ريزي شمال شرق البلاد.

وبعد هذه السلسلة من الكوارث الطبيعية المتكررة التي ضربت تركيا، كثف العديد من السياسيين والجمعيات ضغوطهم على أردوغان كي يتخذ تدابير جذرية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وتعتبر تركيا من الدول النادرة التي لم تتبن اتفاق باريس للمناخ المبرم في 2015.

وقبل عامين من انتخابات تبدو صعبة للرئيس التركي على خلفية صعوبات اقتصادية، تمثل هذه الكوارث الطبيعية تحديا سياسيا بالنسبة إليه. وأثار أردوغان الغضب خلال زيارته المناطق المنكوبة بسبب الحرائق في أواخر يوليوز، عندما رمى للناجين أكياس شاي من حافلة. حيث إن منتقديه رأوا في ذلك مؤشرا إلى انعدام التعاطف مع المنكوبين بعد الكارثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى