لحسن صابر يكتب: “النهج الديمقراطي” ابتلي بجمع كل التناقضات
يبدو أن”النهج الديمقراطي” قد ابتلي بجمع كل التناقضات، لنوضح :
1) يدعي أنه ديمقراطي ويحالف أعتى الفاشيات التي لا تتوقف أعمدة مشانقها عن إزهاق أرواح معارضيها تحت مسمى “عصيان الله ورسوله” ولا يخجل حتى من الاطلالة من ابواقها معلنا انتماءه لمحورها وبلا وجل .
2) يدعي أنه تقدمي ، والحال أن يده بيد “الظلاميات” صارت أشهر من نار على علم بالداخل كما بالخارج فأطاريحه ،أطاريحها ، وحركياته متصلة عضويا بحركياتها ، وزمنه صار زمنها .
3) يدعي أنه مناهض للإمبريالية ، والحال أنه مدافع شرس عنها وعن خرائطها في أجسام الشعوب ،سواء تلك المتصلة بما بعد مؤتمر برلين للقرن 19 أو تلك التي ارسيت بعد الحربين ,
4) يدعي أنه مناهض للصهيونية ، والحال أنها مجرد صيغة مغلفة للعنصرية القومجية والاحتراب الديني ،القائمين على تزييف التاريخ تأسياسيا على مقولة “الجحيم هو الآخر” بينما الحال أن كلا المكونات البشرية اليهودية منها والفلسطينية كانت ضحية لتحالف ثلاثي جمع “القومجيين” الاوائل بالآباء المؤسسين للحركة الصهيونية والقوى النافذة في القرار الدولي بزعامة أنجلترا والاتحاد السوفياتي كل لغايته ،
ف”القومجيون” قايضوا سكان فلسطين بوعد الدولة العربية الموحدة مقابل توطين يهود العالم في دولة والحركة الصهيونية كانت باحثثة لوطن لفقراء يهودها خلاصا من اضطهاد حقيقي بروسيا وأوروبا وعلى مدى الخرائط العربية أايضا وأنجلترا كانت بحاجة لدعم أحلافها بوجه الألمان ومن اصطف لصفهم بينما كان السوفيات بحاجة للتنفيس عن مآزق تناقضاتهم القومية التي كانت تخترق “اشتراكييهم”
ف”حزب البوند”لم يولد في فرنسا (لعل الذاكرة تنفع البعض) ,,وعوض أن يتعاطى “النهج” مع القضية كقضية سياسية ذات تداعيات إنسانية ، صار اصطفافه لها : اثنيا/عروبيا ودينيا /ظلاميا ,,ومحور تحالفاته دال عليه ,,
5) أما في قضية الصحراء ، فهو من ساكنة “الواقواق” ، لا وطن له ، ووطنه المعروف لحد الآن هو “الأمم المتحدة” (ما بقاتش أداة امبريالية)،ولا جئ مؤقت بدروب إيران وربائبها من فنزويلا وقطر وسوريا الممانعتين ،وانتا جاي عبر كل حواري الفاشيات التي قد تخطر لك على بال ,,
بالمجمل ، حين تكون “المرجعية” حولاء لا تستغرب أن تمسخ الشياطين لملائكة ، فيصبح الظلامي الماضوي “ثوريا” ويصبح الفاشي الدموي “ممانعا” ويصبح “العنصري” مكافحا ,,سيييير عالله ,,,رووول ,,معا من تلينا .