رأي/ كرونيك

الدحماني يكتب: المقاطعة من أجل عودة السياسة والايديولوجيا 2/1

 

معاملات أساسية لفهم التحول الحاصل في التأثير والتأثر، بداية انهيار الرأسمال الرمزي التقليدي وتشكل اخر بديل

مضت ليلة من السخرية على نداء وقف المقاطعة، بكل الاشكال سواء منها العقلانية او الهيستيرية، وصلت في أحيان عدة الى مستوى عنيف لغويا، وبغض النظر عن الدوافع الشخصية لردود الفعل التي ميزت هذا الطرف او ذاك يجب الإقرار ببعض الدروس التي أصبحت تشكل معاملا أساسيا في التواصل والفعل السياسي والتي تستحق البحث والمساءلة، الى جانب مضمون النداء ومدى شرعيته ومقبوليته ليساءلنا في النهاية الاشكال التاريخي للمثقف ودوره العضوي او الوظيفي. وأبرزها:

• السرعة الرهيبة في الاصطفاف الافتراضي (مع / ضد).

• تأسيس الاصطفاف على مشروعيات جديدة أخرى (مشخصنة واجتماعية) خارج المشروعيات التقليدية (الانتماء الحزبي / الجمعوي / …)

• بداية انهيار التأثير المعنوي على الأقل في الحقل الافتراضي المعلومياتي لبعض السلط الرمزية (باحث، فاعل، ناشط، جمعوي….)

• النزوع التدريجي للتأثير في الراي العام خارج الاليات المؤسساتية المعروفة (الحزب / النقابة/الحركة/الجمعية) نحو الشخصنة والمسمى والوظيفة او الصفة الفرديتين.

• تراجع قيمة الرأسمال الرمزي والاحترام الأخلاقي لبعض الصفات الاعتبارية في الوسائط الاجتماعية وهو مسائلة حقيقية للرأسمال الرمزي للمثقف / الباحث / العالم

• الخلط في التوقيع بين الصفة والمهنة رغم ان لكل واحدة حقلها التعبيري في اللوبينغ والترافع

• بناء التوقيعات وفق حقل تحالفات ميتا-سياسي وميتا-أيديولوجي وبي-طبقي، وهو الشيء الغير معهود في الترافعات الوطنية (خارج بعض الاستثناءات المتعلقة بالحملات المواكبة لحركة 20 فبراير)

• عدم قدرة التنظيمات على التحكم في منخرطيها خصوصا القياديين والقياديات رغم تصريحاتهم المخالفة للتوجه الرسمي للتنظيم، واستبدال اليات الانضباط التنظيمي والايديولوجي والسياسي بأدوات التعامل السلس والمرن ضمن قاعدة حرية التفكير والتعبير.

• الكتمان كي لا أقول السرية الى حد ما التي تطبع عادة المبادرين والمبادرات بشكل يتم العمل بقاعدة كرة الثلج – Boule de Neige -واخراج العريضة مكتملة بعد مدة من الكتمان confidentialité،

جزء من هذه المتغيرات يمكن اسقاطه على العريضة والموقعين عليها والتي تم تداولها يوم 4 يوليوز 2018 في الفيس بوك،

في اعتقادي العريضة المتداولة  ماهي الا تكريس لنفس نموذج الترافعات الافتراضية التي انطلقت اثناء وبعد دينامية حركة 20 فبراير التي طبعها تراجع تأطير الحزب والنقابة لحركية الشارع مما أسس لمشروعية جماعية استهدفت دور الحزب والنقابة سواء بشكل عنيف او ساخر او منظم وصولا الى المسميات التي طبعت حراك الريف – الدكاكين السياسية-الى جانب هذا وقعت في غفلة من التاريخ و خارج السلطة الايدولوجية للتنظيمات او السلطة الهلامية للانتماء الجمعي للمناضلين و المناضلات، بعض الانفراجات بين الحركة الإسلامية و بعض الافراد المنتمون تقليديا لليسار او للطيف الديمقراطي او بينها و بين بعض الأحزاب و هي انفراجات  عملت على رفع الكلفة مع التيار الإسلامي على أرضية وحدة العدو / وحدة الشارع .

ضمن هذا النسق نعيش وسنعيش اشكالا انتقالية للضغط والتأثير في انتظار عودة الحزب والنقابة والجمعية والحركة وضمنهم المثقف العضوي.

يتبع…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى