الرئسيةفكر .. تنوير

نجمي: نعيش ضعفا ثقافيا ازداد ضعفا بسبب هشاشة الحقل السياسي وتراحعات الحياة الحزبية وانهيار القوى الديمقراطية تماما

سؤال الندوة مفتوح على سيرورة تاريخنا الثقافي أولا، ولنسقنا الثقافي بنقط قوته وبحدوده ولربما باختلالته أيضا، ولنوعية السياسات المتبعة في القطاع الثقافي ببلادنا، بما لهذه السياسات وما عليها

قال الشاعر والباحث حسن نجمي، إن الحديث في سؤال المغرب الثقافي إلى أين، يتطلب أن نتحدث عن تاريخنا الثقافي، عن هذا التراكم في الزمان والجغرافيا، عن هذه الذاكرة الخصبة في علاقتها بالهوية الفردية والجماعية، في علاقتها بالواقع السوسيو ثقافي ككل.

المغرب

جاء ذلك، خلال مشاركته في ندوة نظمتها مؤسسة عابد الجابري للفكر والثقافة، اليوم السبت، تحت عنوان “ندوة المغرب الثقافي إلى أين…؟”، حيث أكد، أن الحديث في واقع الثقافة في المغرب، يقتضي الحديث على الأقل في بعدين، البعد المرتبط بالحقل الثقافي بمساحته بتعقيداته وبمختلف أبعاده، وأن نتحدث من جانب آخر عن السياسات الثقافية، والأساس يشير نجمي، هو مركزية سؤال المغرب الثقافي إلى أين، أي سؤال مستقبل الثقافة في المغرب، وهو المعنى العميق لهذا اللقاء الثقافي اليوم.

في السياق ذاته، أشار نجمي، أن سؤال الندوة مفتوح على سيرورة تاريخنا الثقافي أولا، و على نسقنا الثقافي بنقط قوته وبحدوده ولربما باختلالته أيضا، ولنوعية السياسات المتبعة في القطاع الثقافي ببلادنا، بما لهذه السياسات وما عليها، والتحليل أيضا ينبغي أن يلامس أيضا، التحولات الثقافية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية وانعكاساتها على نسقنا الثقافي الوطني، وإدراك العوامل الكامنة خلف مختلف هذه التغيرات، ومن تم الآليات الضرورية، التي لا غنى عنها للتفكير في مستقبل ثقافتنا المغربية، وشروط تحديثها ودمقرطة الفضاء الثقافي، وبناء مشروع تنموي ثقافي، وبالأساس تجديد الخطاب الثقافي المغربي.

حسن نجمي أوضح في الحديث ذاته، أن التغيرات الكبرى الحاصلة في المغرب والعالم، والتي ندرك جميعا آثارها في حياتنا اليومية في ظل زحف نظام عولمة شرس وتطورات تكنلوجية وتواصلية هائلة جدا، واقتحام فضاءاتنا الحميمية وبيوتنا عبر وسائل تواصل هائلة ويصعب ملاحقاتها والسيطرة والتحكم فيها، ومن تم نحتاج بكل تأكيد لمختلف العلوم الإنسانية بل إلى بعض العلوم الدقيقة لبلورة أفكار واجتهادات لاقتراح جملة من المقترحات بغاية تحقيق هذا المستقبل الثقافي المنشود.

في السياق ذاته، أكد نجمي، أن فهمنا للمسألة الثقافية بكل جوانبها وأبعادها وبالخصوص مختلف توتراتها السوسيوثافية واللغوية والجماية أيضا، تحتاج إلى رؤية للعالم، تحتاج إلى رؤية استراتيجية بكل ما للكلمة من معنى، بما يفيد أن نركز على القضايا الاستراتيجية الكبرى، دونما إهمال للمتغييرات بما فيها السياسات الثقافية وتدبير الحياة الثقافية اليومية.

الشاعر والباحث حسن نجمي، أشار في مداخلته، أنه لدينا حقلا ثقافيا معقدا مركبا ومتعددا ومفتوحا عل العالم وعلى التاريخ، ولدينا في الان نفسه ضعفا في السياسات الثقافية بل ازداد هذا الضعف ضعفا في السنوات القليلة الاخيرة، وذلك لأسباب متعددة، منها ما يتعلق بهشاشة الحقل السياسي، والتراحعات التي تعيشها الحياة الحزبية المغربية، والقوى الديمقراطية التي انهارت تماما، فكريا ايديولوجيا والأخطر أخلاقيا، عدا ضعف النحب الحزبية والسياسية، ليس فقط من حيث البعد الفكري وإلمامها بالتجربة الثقافية ومتطلبات العمل الثقافي، بل ضعفا في الأخلاق في الالتزامات في الواجب السياسي الوطني..وهيمنة المقاربة التكنوقراطية، ومنطق الأرقام والإحصائيات في تشخيص وتحليل الواقع، علما أن معظم هذه الأرقام لا ترقم الواقع، والقطاع الثقافي لم يتجاوز يوما الميزانية المخصصة له 0،18 في المائة، والحديث عن 1 في المائة غير صحيح نهائيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى