الرئسيةثقافة وفنون

رواية “ملكة” للكاتبة جوديث المالح.. قصة عائلية تحتفي بالذاكرة اليهودية – المغربية

كان جمهور الرباط، مساء الاثنين، على موعد مع الكاتبة جوديث المالح التي قدمت روايتها الأولى “ملكة”، وهي عمل أدبي يجمع بين السيرة الذاتية والخيال، وبين الماضي والحاضر.

وخلال لقاء أدبي، نظم بمقر مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أجرت المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية – الفرنسية نقاشا مطولا مع جمهور يتكون من مثقفين وفنانين ومن أفراد الجالية اليهودية – المغربية، بخصوص الأسباب التي دفعتها إلى تسليط الضوء على تاريخ أسرتها، وكذا حول الرسائل التي تنطوي عليها الرواية.

وتدور أحداث هذه الرواية، التي تقع في 270 صفحة من القطع المتوسط، وهي من إصدارات دار النشر “روبرت لافون” سنة 2022، حول مسارات ومصائر مختلفة ومتقاطعة في الآن ذاته، لامرأتين يهوديتين- مغربيتين تنتميان لجيلين: الأولى (آنا) ولدت سنة 1969 بالدار البيضاء، في حين ولدت الثانية (جدتها ميمي) في ثلاثينيات القرن الماضي بالمدينة ذاتها.

تقرر آنا، المقيمة بباريس والتي تمر بمرحلة فراغ على المستويين الأسري والمهني، العودة إلى الجذور إلى جانب جدتها في منزلها القديم الواقع بحي الملاح بالدار البيضاء، حيث يبدو الزمن متوقفا منذ قرن تقريبا. وسيفضي اللقاء المؤثر إلى اكتشاف سر عائلي قديم احتفظت به “ميمي” لفترة طويلة، سيؤثر بعمق في آنا ويدفعها إلى التساؤل ومراجعة الأوراق.

وتبرز المؤلفة، بين ثنايا السرد، قصة “الزمن الجميل” الذي عاشه اليهود المغاربة في وئام تام مع إخوانهم المسلمين، عندما كان ارتباطهم بالقيم والعادات والتقاليد الموروثة عن أسلافهم لا يوازيه سوى حبهم وإخلاصهم لبلدهم المغرب.

تقول جوديث المالح إن “الأمر لا يتعلق بسيرة ذاتية بل برواية، لأنها تحتوي على جانب متخيل. فعلى سبيل المثال، لم يتم لقائي بجدتي؛ في الواقع تمنيت لو أني عدت فعلا لزيارتها في بيتها. اضطررت إلى البحث والتحقيق مستعينة بأفراد عائلتي كي أتمكن من تكوين المشهد بأمانة قدر الإمكان”.

وبحسب الكاتبة، فإن رواية “ملكة” هي عبارة عن تكريم “لمغرب العيش المشترك والذكاء الاجتماعي، الذي لا يعيق فيه الاختلاف التعبير عن الحب، والمشاركة، ولا يحول دون تقاسم الذكريات المشتركة”.

من جهته، نوه الصحافي محمد أمسكان، مسير اللقاء، بغزارة الإنتاجات الأدبية التي ألفها الكتاب اليهود – المغاربة في السنوات الأخيرة، في شتى بقاع العالم وبلغات مختلفة، واصفا ذلك بأنه “ظاهرة في التأليف”.

ولاحظ أمسكان، المتخصص في التراث اليهودي – المغربي، أنه رغم البعد الجغرافي والثقافي عن بلدهم الأصلي، ما زال حنين الوطن والمدينة ومسقط الرأس يتملك هؤلاء الكتاب، الذين يسعون من خلال أعمالهم الروائية، إلى وصف مختلف أوجه التراث اليهودي – المغربي، من قبيل فن الطبخ، والأزياء، والتقاليد، والطقوس.

ولدت جوديث المالح في الدار البيضاء سنة 1969، وهي كاتبة سيناريو ومخرجة. كانت شغوفة بعالم السينما في سن مبكرة. وفي 2009 أشرفت على إخراج عرض “A la Folie” للممثل الكوميدي أري أبيتان. كما تولت الإدارة الفنية للعديد من البرامج التلفزيونية في فرنسا.

وشاركت جوديث المالح مع الكوميدي جاد المالح في كتابة بعض عروضه الفردية، بما في ذلك “Papa est en Haut”، فضلا عن إسهامها في كتابة أفلام عالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى