الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

السينما: ميلوس فورمان مبدع “أشباح غويا”.. فيلم تاريخي يستعيد مسار الرسام الإسباني بتصوير وأداء مبهرين+فيديو

هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.

حلقة اليوم:

ميلوس فورمان مبدع “أشباح غويا”، فيلم تاريخي يستعيد مسار الرسام الإسباني بتصوير وأداء مبهرين

الكوكاس
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس

فلم “Goya’s Ghosts”، الذي صدر في عام 2007 للمخرج الأمريكي ميلوس فورمان صاحب الفلمين الرائعين “One Flew Over the Cuckoo’s Nest” و “Amadeus”، يروي قصة تقع في نهاية القرن الثامن عشر في إسبانيا، حين عادت محاكم التفتيش للظهور مرة أخرى. حيث هاجم الأب القاسي إينيس (ناتالي بورتمان)، الرسام الكبير فرانسيسكو غويا (ستيلان سكارسجارد)، بتهمة البدعة بعد أن شعرت الكنيسة بالانزعاج من بعض أعماله. وظل المحقق الأخ لورينزو كاساماريس قاسيا اتجاه غويا الذي وجد نفسه يواجه السجن بسبب رسوماته المثيرة.. ولن يكتشف عمقه إلا حين وظفه ليرسم بورتريها له، كان لورنزو يرى أن أعمال غويا ليست شريرة، لكنها تصور الشر ببساطة.

ينطلق الفيلم التاريخي الأمريكي “أشباح غويا” من إخضاع رسومات غويا للفحص من قبل آباء محاكم التفتيش في المشهد الافتتاحي، تقف الصور من تلقاء نفسها، تقاوم الانجذاب نحو السرد، صور لأشخاص بشعين، في وضعيات كاريكاتورية، صراخ وعذاب وعويل لأولئك الذين أضعفهم مجتمعهم وأذلهم.

يدين الكهنة صور غويا السلبية لإسبانيا.. لا تتعلق أحداث الحكاية في الفلم فقط بالفنان الإسباني (ستيلان سكارسجارد) ولكن بالأخ لورنزو (خافيير بارديم)، أحد كهنة محاكم التفتيش، وإينيس بيلباتوا (ناتالي بورتمان)، وإيناس الابنة الشابة الجميلة لتاجر محلي. كان يستخدمها غويا كنموذج للملائكة الذي يرسمه للكنائس.

كانت ل”غويا” الذي أصبح يعاني من نقص حاد في السمع وتطارده الأشباح التي يسمعها لوحده، علاقات كبرى، فهو رسام بلاط، شارك في رسم صورة الملكة ماريا لويزا (بلانكا بورتيو)… وعندما رصد جواسيس محاكم التفتيش إيناس وهي ترفض طبقا من لحم الخنزير قُدم لها في حانة، تم اقتيادها واتهامها باليهودية وتعذيبها حتى تعترف “بخطيئتها”. سيذهب والدها (الممثل خوسيه لويس جوميز) إلى غويا ليطلب منه التدخل لدى لورنزو من أجل إطلاق سراحها.

خمسة عشر عاما بعد ذلك، سينتصر نابليون على إسبانيا ويلغي محاكم التفتيش. بعد أن هرب لورنزو، وقّع على مبادئ الثورة الفرنسية وظهر كمدعي عام لنابليون. في هذه الأثناء، تم إطلاق سراح إيناس من الأبراج المحصنة، حيث أنجبت ابنة من مغتصبها لورينزو الذي سيصبح محامي الثورة.


“أشباح غويا” فلم مليء بالكثير من الميلودراما والناس الذين يعيشون حياتهم على خلفية قمع الكنيسة، هناك الكثير من الحوادث الدراماتيكية، يستثمر الممثلون شخصياتهم بعمق مدهش، مع محافظة حبكة الفلم على الكثير من خطوط القصة، اندمج الممثل بارديم مع شخصية غويا بشكل عميق، يبدو دوما رجلاً بابتسامة رائعة وأسلوب لطيف، وثقة نفس فنان يقف خارج القواعد، فنان طموح قادر على الوقوف ضد الفظاظة والقسوة، تلعب بورتمان دور إيناس كفتاة صغيرة جميلة وكضحية تعذيب قاس، بينما تلعب أليسيا دور عاهرة منهكة مغتصبة في أحلامها ووجودها، كل ذلك بقناعة لا تعرف الخوف.

يأتي جزء كبير من عمق الفلم وجودته من الموسيقى التصويرية، التي تجعلنا نسمع صوت الأشباح التي تطارد غويا كما لو تطاردنا وتخيفنا، ونسمع دقة الصوت في الطرق التي تفتح وتغلق بها أبواب الكنائس الشاسعة، نسمع أجراسا بعيدة وترددا لأصوات داخلية لأبواب الحصن العملاق الذي يحجب الحقيقة والضوء وكل أصناف التخلف الفكري والشذوذ والألم.

حلقة السبت القادم:

“الإصابة”Whiplash  فيلم “الأدرينالين السينمائي” الذي لا يتكرر كثيرا في السينما  

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى