الرئسيةحول العالمميديا وإعلام

إنها تعود بسرعة للمناطق التي تنسحب منها إسرائيل.. واشنطن بوست: نتنياهو تحدث من الكونغرس عن هزيمة “حماس” لكنها تعيد تأكيد نفسها بغزة

إن حكومة “حماس”، التي أضعفت في غزة، لا تزال تتمسك بالسلطة، وعادت سريعاً إلى المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية.

جاء ذلك، في صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير لمريام بيرغر وهاجر حرب، حيث أكد التقرير، أنه و في الوقت الذي تحدث فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إنجازاته في حرب غزة، وصمم أمام المشرعين في الكونغرس، الذين صفقوا له، على مواصلة الحرب حتى النهاية، ذكّره معلّقون بالواقع المغاير في غزة،

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أنه،  وبعد أكثر من تسعة أشهر على الحرب الإسرائيلية الشاملة ضد “حماس”، لا تزال حكومتها المصدر الرئيسي للسلطة المدنية في قطاع غزة، وهو دليل على قدرة المنظمة وتصميمها ومحدودية ما يمكن للعملية العسكرية، التي تهدف لسحقها، أن تفعله.

وتابعت الصحيفة، قائلة، إنه ورغم آلاف الغارات الجوية التي قتلت عدداً من المقاتلين والمسلحين، إلا أن الموظفين المدنيين والشرطة من كل مفاصل الحكومة، من رؤساء البلديات، إلى الوزراء، والسلطات الصحية، لا تزال عاملة بقدرٍ ما.

ورغم انهيار القانون، إلا أن “حماس” احتفظت بجيوب من القوة، حسبما يقول المحلّلون والسكان، وظهرت بسرعة في المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية. ولا يزال المسؤولون المحليون يمارسون درجة من السيطرة على الاقتصاد، ويوفرون مساعدات محدودة لسكان الأحياء المحطمة، ويأخذون بشدة على يد نقادهم.

ذات الصحيفة  نقلت عن القيادي البارز في حركة “فتح” جبريل الرجوب، المنافسة لـ “حماس”: “حماس هي جزء من النسيج الوطني”.

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى  استمرارية الحركة التي وسّعت من الصدع ما بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي، الذي يقول إنه لا يمكن هزيمة الحركة. مشيرة إلى ما قاله، الشهر الماضي، دانيال هغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “حماس هي فكرة”، و”أي شخص مخطئ لو اعتقد أننا سنمحو حماس”.

وأوردت الصحيفة، أن جيش الاحتلال الإسؤائيلي، الأسبوع الماضي، إنه قتل “نصف” القيادة العسكرية للحركة، لكنه لم يرد للتعليق إن كان موظفو الخدمة المدنية في الحكومة التي قادتها “حماس”، أهدافاً عسكرية. وأحالت “وحدة تنسيق أعمال الحكومة بالمناطق”، وهي الذراع التابع للجيش المسؤول عن إدارة غزة، الصحيفة إلى الجيش. ونقلت الصحيفة عن ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة: “العمال المدنيون، مثل المياه والنظافة، لم يكونوا أبداً هدفاً”.

واعتبر المصدر نفسه، أن الذراع الحكومي لـ “حماس” واصلَ الرد مع تدهور الوضع، حيث يقوم عمال الدفاع المدني بالرد على الغارات ويذهب المسعفون لمساعدة الضحايا وانتشال الجثث.

ونقلت الصحيفة عن الباحث السياسي مخيمر أبو سعدة، الذي فرّ من غزة العام الماضي، إن “حماس”، ومنذ إنشائها عام 1987: “أقامت شبكة من المدارس والعيادات والجامعات والمنظمات غير الحكومية وكل شيء”.

وفي الوقت الذي زاد غضب السكان على “حماس”، طغى الغضب، هذه المرة، على إسرائيل، التي يلومها الفلسطينيون على نشر الفوضى والحرمان. وقال أبو سعدة: “استهدفت إسرائيل المدنيين الفلسطينيين، والبنى التحتية المدنية”، و”من يرد عليها يحظى باحترام الفلسطينيين”.

وقد تغلغلت “حماس”، المكوّنة من جناح عسكري وسياسي، في كل ملامح الحياة بغزة، وعلى مدى 17 عاماً. ووظّفت الحكومة 40,000 موظف، إلى جانب ما بين 27,000- 40,000 موظف يعملون مع الجناح العسكري، كتائب عز الدين القسام.

و قالت الصحيفة، إن “حماس” أنشأت حكومة أمر واقع في غزة، عام 2007، بعد المواجهة مع حركة “فتح”، التي تسيطر على السلطة الوطنية في الضفة الغربية.

وعانت الحكومة في غزة من الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع، ولم يستطع الكثير من الغزيين المغادرة، واعتمدوا على المساعدات من الأم المتحدة والجماعات الإنسانية الأخرى.

وأعاقت الحرب حكم “حماس”، وقد أعلنت وزارة التعليم عن تعليق الدراسة لكل المدارس في القطاع، ولـ 625,000 طفل، والذين يمثلون ربع السكان.

وقدّرت الأمم المتحدة، في إبريل، أن 87% من المدارس، وكل الجامعات قد تضررت أو دمرت.

ولم تعد وزارة المالية في غزة إلا ظلاً لصورتها السابقة، فحكومة “حماس” لا تستطيع دفع الرواتب، ولكنها تقدّم، وبشكل دوري، دفعات نقدية لبعض موظفي الحكومة.

ولا تزال بعض الوزارات والوكالات الحكومية في غزة عاملة، لكن هذا “يعتمد على المكان”، حسب وائل بعلوشة، مدير مكتب غزة في منظمة “آمان” برام الله، وهي فرع من منظمة الشفافية الدولية، حيث تحدث عبر الهاتف من مصر بعد فراره أثناء الحرب.

وذكرت الصحيفة أن وزارة الصحة التي تصدر يومياً تقارير عن أعداد الضحايا. ورغم كل الجهود منها، إلا أن النظام الصحي في غزة انهار بسبب المداهمات والغارات الإسرائيلية المستمرة على مستشفيات القطاع، بذريعة وجود قادة ومقاتلي “حماس” فيها، وهو زعم رفضه الأطباء والمرضى.

وكانت الشرطة، في الأشهر الأولى للحرب، المظهر الواضح عن سلطة “حماس”، حيث كان أفرادها يوفّرون الحماية لقوافل الإغاثة. وعندما بدأت إسرائيل باستهدافهم توقفوا عن حماية شاحنات الإغاثة، والتي أصبحت هدفاً للنهب.

وفي مارس، قال العقيد إلعاد غورين، من وحدة تنسيق أعمال الحكومة بالمناطق “شرطة حماس هي حماس”، و”لن نسمح لحماس بالسيطرة على المساعدة الإنسانية”. ولا يزال أفراد من الشرطة بالزي المدني يحرسون المخيمات والنازحين، إلا أن انعدام الأمن بسبب نقص الطعام والخدمات يتزايد.

ويقول أبو سعدة، المقيم في مصر، إن هناك “اقتتالاً بين العائلات وسرقات وإطلاق نار”، و”كل هذا يحدث بدون تدخل أحد”.

لكن “حماس” حاولت التأكيد على سلطتها بطرق أخرى، فعندما كانت الشاحنات تمر عبر معبر رفح، راقبت وزارة الاقتصاد المبيعات، ووضعت الأسعار، كما يقول محمد أبو جياب، محرر صحيفة اقتصادية في غزة. لكن سيطرة إسرائيل على المعبر، في أيار/مايو، أنهت محاولات “حماس” للسيطرة على الأسواق. ونقلت الصحيفة عن تجار قولهم إن شرطة بالزي المدني يحاولون اقتطاع حصة من موارد السوق السوداء ومبيعات السجائر المهربة.

وفي الوقت الذي يقول فيه الإسرائيليون إنهم ملتزمون باستبدال “حماس” في غزة، إلا أنهم لم يقدموا خطة واضحة لما بعد الحرب.

ورفض نتنياهو الخطط الأمريكية لعودة السلطة الوطنية. وتقول تغريد جمعة، الناشطة النسوية، وأم لثلاثة أطفال، ونزحت أكثر من مرة: “لا يوجد سيناريو واضح لنا”.

اقرأ أيضا…

 

رغم ترتيبات أمنية تفوق حراسة 32 من زعماء الناتو…متظاهرون يطلقون الديدان والصراصير داخل مقر إقامة نتنياهو بواشنطن+فيديو وصورة

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى