الرئسيةثقافة وفنون
من ستكتبه المحن… محمد عنيبة الحمري بعد رحيلك؟
يحق لكل الأمكنة التي عبرها الراحل محمد عنيبة الحمري أن تحس برعشة اليتم، لأنها ستفقد دفء كلماته وإيقاع صوته الضاحك دوما، سخرية وأنسا وحكمة، وهو الذي ظل يروض الآلام والمحن ويعتصر من عنب كرمها ما يُديم به سهر الليل ببهجة العشاق؟
ظل صوته الشعري محافظا على رشاقته وأناقته، وهو الذي شق طريقه باكرا نحو القصيدة بأناقة شعرية لم يخفت وهجها منذ سبعينيات القرن الماضي، أيام اللهب والحديد والرصاص، حتى تجربة قصيدة النثر..
نفتقد اليوم محمد عنيبة الحمري، نحِنّ للكتكوت الصغير بالبيضاء، للأناشيد الأولى، للصوت الذي لم تكن تشغله نياشين الشعراء ومغانم القصيد، غير البوح بما في القلب من صدى الأيام وإيقاع الأناشيد وصدق الأنبياء، نم غانما صديقي، لنا كل الأسى الذي تكتبه المحن.