الرئسيةحول العالم

تصعيد إسرائيل في غزة… ضغط تفاوضي وتحضير للتهجير

وسع الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه، حيث أطلق عملية برية في مدينة بيت حانون وأطراف مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع، وأخرى مماثلة في حيّ تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي القطاع، في وقت ينفذ فيه عمليات قصف جوي واسعة النطاق، مستهدفاً كل المناطق، وعمليات اغتيال أدى أحدثها فجر أمس الأحد إلى استشهاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل وزوجته.

ووفقاً لإحصائية وزارة الصحة في غزة، فإنه منذ تصعيد إسرائيل في غزة الثلاثاء الماضي، سقط نحو 673 شهيداً، و1233 جريحاً، فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 50021 شهيداً ونحو 113300 جريح. وتحدثت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” عن الواقع الصعب الذي عايشه المدنيون من مدينة رفح، بعدما أعلن الاحتلال تنفيذ عملية عسكرية بشكل مباغت ومفاجئ دون أن يسمح للعائلات بالنزوح بشكل اعتيادي. وبحسب المصادر، فإن الاحتلال وضع نقطة فرز عسكرية يستهدف من خلالها تنفيذ عمليات اعتقال واسعة، عبر فصل الرجال عن النساء، وسط عمليات تنكيل واسعة في صفوف الفلسطينيين.

وأشارت المصادر وشهود عيان إلى أن الاحتلال نفذ عمليات إعدام ميدانية، سواء عبر قواته التي بدأت تنفيذ العملية البرية أو من خلال الطائرات المسيّرة التي تستهدف أي تحرك على الأرض، وخصوصاً مستخدمي السيارات، التي منع الاحتلال تحركها في منطقة عملياته البرية، فيما لا تتوافر حتى اللحظة أي إحصائيات لعدد الشهداء الذين سقطوا بفعل العملية العسكرية في رفح، التي حولت المدينة الحدودية مع مصر إلى منطقة عسكرية مغلقة.

وحذرت المديرية العامة للدفاع المدني بقطاع غزة، في بيان، من خطر محدق يهدد أرواح ما يزيد على 50 ألف مواطن في منطقة البركسات غربي محافظة رفح، بعد محاصرتهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وربط بعض الفلسطينيين العمليات العسكرية الإسرائيلية الجديدة، التي يقال إنها للضغط التفاوضي، بمخططات التهجير، ولا سيما بعد إعلان وزير الأمن يسرائيل كاتس تفعيل دائرة الهجرة التي تستهدف تهجير الفلسطينيين الراغبين في الانتقال من القطاع نحو الخارج، في سياق رغبة اليمين الديني القومي وأعضاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير سكان غزة “طوعياً” بعد فشل التهجير الاجباري بالقوة النارية والتصعيد.

وقال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إن كل ما يحدث هو في سياق محاولة إسرائيل في الإطار العام  تطبيق سياسة التهجير والقتل في قطاع غزة، فيما تستخدم هذه السياسة ضمن سياق تفاوضي. وأوضح القرا، لـ”العربي الجديد”، أن سياسة القتل والتهجير تستخدم كأداة ضغط في عملية التفاوض حتى يحصل نتنياهو على ما يريده من إنجازات ضمن الصفقة دون دفع الثمن، سواء بالذهاب إلى المرحلة الثانية، أو استكمال باقي الصفقة. وتابع أن ما يجري يقرأ في سياق الضغط على المقاومة، حيث إن أسلوب التدرج في عملية الضغط نابع من اعتقاد إسرائيلي أنه كلما زاد الضغط أكثر، فإنه سيجبر حركة حماس على التعاطي مع طرح ويتكوف الذي هو بالأساس طرح إسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى