مجتمع

اتحاد العمل النسائي يناهض العنف ضد الفتيات والنساء داخل أسوار المدارس

أبرم اتحاد العمل النسائي والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء ـ سطات، مساء يوم الاثنين (27 ماي 2019) بالدارالبيضاء، اتفاقية شراكة أعطت الانطلاقة لبرنامج “دور المدرسة في النهوض بحقوق الفتيات والنساء ومناهضة العنف ضدهن”.

الاتفاقية التي وقعتها عائشة لخماس، رئيسة اتحاد العمل النسائي، وعبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء ـ سطات، تدخل ضمن برنامج متكامل يحمل شعار “لا تسامح مطلقا مع العنف ضد النساء والفتيات”، ويشرف اتحاد العمل النسائي على تنفيذه على الصعيد المغربي، بشراكة مع شبكة مبادرات نسائية أورومتوسطية، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، ويضم البرنامج جمعيات من المغرب ولبنان وتونس وفلسطين والأردن ومصر والجزائر.

وتتوخى الشراكة التي وقعها اتحاد العمل النسائي مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء ـ سطات، تقوية دور المؤسسات التعليمية في محاصرة ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات، وتقوية وترسيخ الحقوق الإنسانية للنساء.

خلال حفل التوقيع ذكرت عائشة لخماس بالدور الذي لعبته جريدة 8 مارس النسائية، منذ سنوات الثمانيات من القرن الماضي، ولعدة سنوات، على مستوى إثارة موضوع العنف ضد النساء، إذ كان وقتئذ الحديث عن هذه الظاهرة من قبيل الطابوهات، وفق ما أكدته لخماس، واعتبرت أن قانون محاربة العنف ضد النساء، الذي أقره المغرب، أخيرا، لم يرق إلى تطلعات الحركة النسائية المغربية ومكونات المجتمع المدني والحقوقي.

واستحضرت لخماس قانون محاربة العنف ضد النساء الذي تعتمده اسبانيا، وينص في فقرات عديدة منه على دور المؤسسات التربوية في مناهضة الظاهرة، مشددة على أن التربية على الحقوق، والحقوق الإنسانية للنساء يجب أن تترسخ لدى الناشئة في المستويات ما قبل مدرسية وبسائر الأسلاك الدراسية، معتبرة أن هذه القناعة هي التي أملت هذه الشراكة.

وبدوره أشاد عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء ـ سطات بأهمية هذه الشراكة على مستوى التربية على حقوق الإنسان وترسيخ قيم المساواة وعدم التمييز المبني على النوع لدى الناشئة، واعتبر توقيع هذه الاتفاقية هي لحظة لمد الجسور بين المؤسسات التعليمية بالجهة وأحد مكونات الحركة النسائية المغربية.

في تقديمها لبرنامج العمل المشترك بين الأكاديمية واتحاد العمل النسائي، أوضحت زهرة وردي المديرة المسؤولة عن برنامج “دعم حقوق النساء والفتيات ومناهضة العنف ضدهن”، أن التركيز ضمن فعاليات هذا البرنامج على المؤسسة التعليمية نابع من أن “الجانب التعليمي يشكل مجالا حيويا… باعتبار المدرسة ليست فضاء لتعلم المعارف والكفايات، بل هي في الأساس بنية للتنشئة الاجتماعية وبناء السلوك”، وقالت إن “البرنامج يسعى إلى تحدي العنف القائم على النوع الاجتماعي في وقت مبكر، منذ مستوى المدرسة الابتدائي، إذ توفر النظم التعليمية فرصة فريدة لتدي الأسباب الجدرية للعنف والمساهمة في تطوير مجتمعات أكثر إنصافا بين الجنسين، حيث لا يتم التسامح مع العنف ضد المرأة”.

وأبرزت زهرة وردي أن الشراكة التي تجمع اليوم بين اتحاد العمل النسائي والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء ـ سطات تروم تنفيذ برنامج “دور المدرسة في النهوض بحقوق الفتيات والنساء ومناهضة العنف ضدهن”، على مدى ثلاث سنوات، ويستهدف 16 مؤسسة ابتدائية وإعدادية، موزعة على 16 مديرية إقليمية، كما يستهدف 120 مدرسا ومدرسة و700 متعلم ومتعلمة.

وسيخضع البرنامج هؤلاء المدرسين والمدرسات لدورات تدريبية تمكن من ضبط المفاهيم المرتبطة بالنوع الاجتماعي، وفهم البناء الاجتماعي للتمييز المبني على النوع، وتمكن هذه الدورات المدرسين والمدرسات من آليات الاشتغال مع المتعلمين على قضايا العنف ضد الفتيات والنساء ومناهضته، وأيضا تمكينهم من أدوات تفكيك الصور النمطية المسيئة للنساء، في أفق تبني سلوكات حضارية تؤمن بالمساواة وتنبذ العنف والتمييز بين الرجال والنساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى