رأي/ كرونيك

الوصايا العشر للفلسفة: الوصية 6 التحرّر من الخوف.

الخوف هو منبع العبوديّة حسب هيغل طالما أن العبيد في أصلهم محاربون فضّلوا الاستسلام على الموت، فصاروا أسرى، ثم عبيداً ينجبون عبيداً، وبالتدريج تشكلت طبقات اجتماعية تتوارث منظومة قيم قائمة على تعاليم الطاعة والخنوع. هكذا نشأت المذاهب الدينية، والمعابد، والزوايا، والأخويات، وغيرها.
الخوف هو أساس أخلاق العبيد حسب نيتشه أيضا، وهو الخطر الأكبر عند كافة الفلاسفة طالما يُعطل العقل، ويشلّ الإرادة. لذلك كان تحرير الناس من الخوف هو غاية المعرفة عند أبيقور، وغاية الدولة الحديثة عند سبينوزا، وغاية التاريخ عند هيجل.
طبيعيّ أن تراهن الأيديولوجيات التسلطية –والتي هي في كل أحوالها ضدّ الطبيعة البشرية– على إشاعة الخـوف (الخوف من.. أو الخوف على..): الخوف من الله، من السلطة، من الجماعة، من الأب، من الآخر، إلخ؛ أو الخوف على الدين، على الهوية، على الوطن، على النفس، إلخ. العلّة في ذلك أنّ الإنسان الخائف سرعان ما يتنازل عن عقله طلبا للنجاة في الدنيا أو في الآخرة.
الخوف هو كل ما تحتاجه الإيديولوجيات التسلطية، من نيرون إلى داعش. وفي كل الأحوال، لا خوف إلا من الخوف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى