رأي/ كرونيك

الجماعة والحزب الاشتراكي الموحد أصل الخلاف في معنى التحالف واشتراطاته .. 

لا تكاد تمر معركة نضالية جماهيرية شاركا فيها معا إلا وطفا الشنآن بينهما إلى السطح .. ذلك لأن تناقضا بينهما لم يجد طريقه إلى الحل بعد ..
الجماعة تريد أن تقود تحالفا سياسيا مع اليسار عنوانه معارضة النظام وغرضه في نفسها أن يفضي إلى إقامة الخلافة الموعودة .. والحزب يريده تحالفا مشروطا ومعلَنا بتفاصيله يفضي إلى ملكية برلمانية ديمقراطية أو لا يكون ..
الحزب يعرف جيدا أن السفر في نفس القطار مع جماعة لها وزنها وأهدافها الخاصة مع غض الطرف عن محطة الوصول هو رحلة مبهمة تزيغه عن أهدافه وقد تخدمها ولا تخدمه .. والجماعة تعي بدورها أن استمرار المناوشات والجفاء مع اليسار المعارض ليس في مصلحتها ويزيد من تكريس عزلتها فضلا عن أنه في النهاية يخدم الإستبداد القائم .. هما إذن وجهتان مختلفتان تماما .. ورهانان أحدهما يزعج أو يربك الآخر ..
هل التقارب بينهما مستحيل ؟؟ ربما نعم، وربما لا .. الأمر كله يتوقف على إختيار أحد أمرين ينتصبان أمام الجماعة : إما أن تمتلك الجرأة على مراجعة مشروعها برمته في اتجاه القبول بالديمقراطية وخارج منطق التلاعب بالمفاهيم والمصطلحات وتفتح بذلك الطريق إلى العمل المشترك الذي تسعى إليه لكن من أجل المغرب الآخر الديمقراطي والممكن أو أن تتمسك بمشروعها وغاياتها فتمتلك شجاعة الخوض المنفرد لأم معاركها وأشرسها أي معركة استلام السلطة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى