سياسةميديا و أونلاين

مجلس الصحافة.. هذه هي الخلفيات الحقيقية لنور الدين مفتاح

يتساءل الرأي العام الصحافي، عن الأسباب الحقيقية، التي دفعت رئيس فيدرالية الناشرين، نور الدين مفتاح، إلى تجميد فئة الناشرين في المجلس الوطني للصحافة، قبل تنصيبه، متذرعاً بما ادَّعاه “أجواء غير ملائمة” داخل أوساط الصحافيين.
وأشار مصدر مطلع أن الأجواء عادية داخل الصحافيين، بعد تصويتهم الكثيف على لائحتهم، إلا أنه من المستغرب أن يتدخل باطرون في الجسم الصحافي، أو يهتم به أصلاً، وهو الذي رفض لحد الآن التوقيع على أية اتفاقية جماعية، بل ولم يتدخل أبدا في حل أي نزاع، من قبيل التسريح الجماعي أو الفردي ضد الصحافيين.
لذلك، حسب المصدر، فإنه من الواضح أن لهذا الباطرون خلفيات أخرى، قبل أن يتساءل عن ما هي؟
وقال المصدر إن لجوء مفتاح لتجميد وضعية الناشرين في المجلس الوطني للصحافة، ناتجة عن رفض الوزارة إطلاق الدعم المقدم من طرف الحكومة للصحافة، نظرا للمشكل القائم مع المجلس الأعلى للحسابات، الذي قدم ملاحظات خطيرة على عمل اللجنة الثنائية التي توزع الدعم، والتي يحضرها مفتاح ممثلا لفيدرالية الناشرين، ويعطي لمؤسسته (أسبوعية الأيام، والأيام 24)، ما مقداره 250 مليون سنتيم سنويا. ويعني هذا أن مفتاح يحصل على أكثر من 20 مليون سنتيم شهريا، من المال العام.
وأشار إلى أن غرابة الأمر الذي سجله المجلس الأعلى للحسابات، هي أن هناك جرائد يومية، تمنح لها اللجنة مبالغ أقل من أسبوعية مفتاح، وهي التي تطبع يوميا وتشغل عشرات الصحافيين والعمال، في حين لا تشغل أسبوعية مفتاح، سوى عددا محسوبا على رؤوس الأصابع، وتصدر أسبوعيا، أي أن مصاريف الورق والطبع أقل ست مرات من الجرائد اليومية.
كما سجل المجلس، حسب المصدر ذاته، حالة التنافي، التي تنتج عن عدم حيادية لجنة الدعم، حيث يترأس مفتاح فريق الباطرونا ويمنح لنفسه ما يشاء، بينما يخنق الجرائد الأخرى الورقية والرقمية، وهو الأمر الذي اعتبره المجلس خرقا واضحا.
وأضاف المصدر أنه أمام هذا الوضع وجدت الوزارة نفسها في إحراج حقيقي مع المجلس الأعلى للحسابات، الذي طلب توضيحات بهذا الشأن، وهو الأمر الذي أدى إلى تأجيل اجتماع اللجنة الثنائية، التي ينتظرها الناشرون، للحصول على الدعم، في وقت تعيش فيه صحف حالة اختناف حقيقية، خاصة اليومية، التي تتحمل مصاريف كبيرة في الطبع والتوزيع وتكاليف أخرى، بالإضافة إلى تحملاتها الإجتماعية.
ولم يجد مفتاح من وسيلة للضغط على الوزير، حسب المصدر، سوى تهديده بإفشال المشروع الذي حاول إنجاحه، والمتمثل في تأسيس المجلس الوطني للصحافة، في عملية ابتزازية غير مسبوقة، يركب فيها على ظهور الصحافيين، الذين ينتظرون من المجلس الشيء الكثير، خاصة على المستوى الاجتماعي والمهني، والاتفاقية الجماعية وحل النزاعات بالوساطة والتحكيم.
وخلص المصدر إلى أن هذه هي الخلفيات الحقيقة، الباطرون مفتاح، أما ما يحاول ترويجه، فليس سوى تغطية على الخلفية الحقيقية لما يسعى الحصول عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى