سياسة

صحفي اسباني:الملك لايزال يمسك بمعظم السلطة في يديه ويمارسها

لم يمض أسبوع على خطاب العرش، حتى خرح الصحفي الاسباني اغناسيو سيمبريرو المعروف كأحد الصحفيين المتخصصين في المغرب ومناخه السياسي،في حوار أجراه موقع le soir.be ليقدم فيه خلاصة تحليله للوضع السياسي والاجتماعي في المغرب لأزيد من عشر سنوات.

وقال اغناسيو سيمبريرو، إنه بالرغم من توفر المغرب على بعض مظاهر الديمقراطية من أحزاب سياسية وانتخابات وبرلمان، وكذا اعتماد دستور جديد في يوليوز 2011 ، إلا أن الملك محمد السادس لايزال يمسك بمعظم السلطة في يديه، ويمارسها أيضا، وهو ما تعبر عنه السلطات المغربية  بـ ’’الملكية التنفيذية‘‘.
واعتبر الصحفي، أن الطبقة السياسية المغربية تخلت عن روحها ولم تعد تقوم بأدوارها من أجل إحداث أي تغيير، مستنكرا تخلي الأحزاب السياسية عن مناقشة ميزانية الدفاع أو ميزانية القصر الملكي، وكذا عدم اندهاش النواب من غياب الملك محمد السادس، الذي يقضي نصف وقته في إجازة بالخارج، قائلا ’’لقد مر وقت طويل منذ أن تخلى الطرفان، بدءا بأولئك اليساريين وخاصة الاشتراكيين، عن أداء دورهم. إنها طبقة سياسية تخلت عن روحها، مع بعض الاستثناءات القليلة‘‘.

وأضاف المصدر ذاته، أنه في مارس 2017 تخلص الملك من عبد الإله بنكيران، بعد عجزه عن تشكيل الحكومة. مع أن هذا الأخير فاز في انتخابات أكتوبر 2016، وحصل على عدد من النواب أكثر من عام 2011، قائلا إن ’’الهدف النهائي للقصر هو التخلص من حزب بنكيران (حزب العدالة والتنمية) ، وبشكل عام، من الإسلام السياسي، لهذا السبب، يتابع كمبريرو، تم التشجيع على إنشاء تشكيلات اصطناعية، بداية بحزب الأصالة والمعاصرة، قبل عشر سنوات، ثم في الآونة الأخيرة ، وزير الفلاحة القوي، عزيز أخنوش، الذي وضع على رأس حزب التجمع الوطني للأحرار من أجل بث حياة جديدة، مضيفا أنه في الوقت الحالي، لم تنجح هذه العمليات في خلق بدائل للإسلام السياسي.

وبخصوص جماعة العدل والإحسان، قال إغناسيو سيمبريرو، إنها نسخة مغربية أصلية من الإسلام السياسي، بنزعة صوفية، وغير عنيفة، وفي بعض النواحي أكثر انفتاحا وتسامحا من حزب العدالة والتنمية القريب من جماعة الإخوان المسلمين، معتبرا أنها تشكل المعارضة الحقيقية للمغرب، لكنها ثانوية، مع بعض التشكيلات الصغيرة من اليسار.

وتشكل العدل والإحسان حسب الصحفي ذاته، الحركة ذات القدرة الأكبر على التعبئة في الشارع، وهو ما أثبتته مرات عديدة، متسائلا إن كان سيكون لها نفس القدرة التعبوية في صناديق الاقتراع، وهو السؤال الذي لا يمكن معرفة جواب له، في ظل عدم استطاعتها الترشح للانتخابات، بحيث يرفض الملك كأمير للمؤمنين، وهو الزعيم الروحي للمسلمين المغاربة، أن يتم إضفاء الشرعية على جماعة العدل والإحسان، ومع ذلك، فإنها أحيانا تتمتع بتسامح معين، حسب قول الصحفي إغناسيو سيمبريرو.

ردا على سؤال من هو محمد السادس ووظيفته كرئيس للدولة، قال كمبيرو ’’باختصار الملك يحب السلطة، ولكن ليس العمل الذي تحتمه‘‘، مضيفا ’’عندما أقول عملا، أنا لا أفكر فقط في دراسة الملفات بعمق، أو ترؤس المجالس الوزارية ، ولكن أيضاً البروتوكول الرسمي والشكليات المرتبطة بمهمة رئيس الدولة‘، وقد تفاقمت هذه الظاهرة منذ عام 2011 لتغيب بشكل متزايد بعدها، فتارة يقيم الملك في الغابون، وتارة أخرى هونغ كونغ، وخاصة في فرنسا، بين باريس وقلعة بيتز العائلية في واز. وفي الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، أمضى 20 يومًا فقط في البلاد. هذا فريد من نوعه في العالم: رئيس الدولة الذي يركز كل سلطاته في يده لكنه يقضي نصف وقته في الخارج‘‘.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى