رأي/ كرونيك

عمي وأخي وصديقي ورفيقي وحبيبي سليمان..نريدك حيا لنقول: نحن منه وله وهو لنا

وأنت في يومك الثالث عشر بعد المئة، من معركة الأمعاء الفارغة، أعلم أن إضرابك هذا، لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوبك في إعلان جدارتك بالحياة، وأحقيتك في الكرامة، وتعطشك للحرية؛

تعلم جيدا أننا لا نريدك شهيدا ولا نحبك ميتا لنقول: لقد كان منا وكان لنا. بل نريدك حيا لنقول: نحن منه وله وهو لنا؛

نريدك حيا مبتسما مندفعا تفترش البسيطة كلها، وتلتحف السموات، وتنبت من تراب الرمل زهرات، وتزرع البسمة وتنشر البهجة وتربي الأمل؛
نريدك حيا مرابطا على صدورهم كالجدار وفي حلوقهم كلوح الصبار؛

عمي سليمان؛

باختصار، أحييك بإكبار وأناشدك بإصرار أن توقف الإضراب عن الطعام… فكيف نشفى من حبك؟
أناشدك، وأنت المدافع والمكرم للنساء والمؤمن بأن “ما لا يؤنّث لا يعوّل عليه”، بأرواح أمَّيك وأختك الفواني، وباسم زوجتك، وأخواتك وبناتهن وحفيداتهن الغوالي؛
أناشدك، باسم ابنك هاشم الوليد، وبروح أخيك هاشم الشهيد؛
أناشدك، وأضم صوتي، لهيئة دفاعك، ولكل أفراد عائلتك، ولأصدقائك، وللآلاف من السياسيين والصحفيين والحقوقيين والأكاديميين والمثقفين والفنانين والأدباء والمواطنين؛
أناشدك، باسم الشاعر الذي يعتريك، والروائي الذي يشاكسك، والموسيقي الذي يشجنك، والصحفي الذي يسكنك، والمناضل الذي يختلجك،
أناشدك، لان المغرب يحتاج لحيويتك وشجاعتك وبصيرتك وقدرتك على الاقتناع والإقناع وتسمية الأشياء بمسمياتها؛ ولان الوطن محتاج لمن يواكب النضال من اجل مغرب الكرامة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؛
أناشدك، لأني ، كما أنت، مؤمن أن المدافع والمنافح عن الحق ليس شمعة تحترق لتنير الطريق، بل هو الجامع للشموع وقبسات النور، المعبد الطريق لإنارة وحشة الظلام؛
أناشدك، باسم دائك المتأصل، الداء الذي لا شفاء منه، داء الأمل. فأنت لا تقول انتهى كل شيء، بل ابتدأ كل شيء، والبداية هي الحرية؛
أناشدك ، مجددا العهد الذي أن البال لن يهدأ حتى أراك حرا، وارى باقي معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين أحرارا، لنواصل العمل تحقيقا لقيم العدالة وانتصارا لصوت الحق، وبناء لوطن ينشد فيه بناته وأبناؤه قيم الحرية والكرامة والعدالة والمساواة.
وإذا اشتاقت نفس وجدت** ألما بالشوق المعتلج
والرفق يدوم لصاحبـه **والخرق يصير إلي الهـرج
إن موعدنا الحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى