رأي/ كرونيكمغاربية

شنقريحة و “ريحة” الحرائق في المنطقة!.. وحفظ الله المغرب والجزائر من كل سوء

إجتهدت الديكتاتوريات عبر التاريخ في الاستثمار في الخصومات الخارجية من أجل كبث كل صوت داخلي يطالب بالتغيير.

رشيدي
بقلم الإعلامي رشيد البلغيثي

كُبِحت عدد من الديناميات ودكت دكا فوق سندان “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” بل إن الأنظمة الديكتاتورية قد حاولت ربط كل حِراك داخلي بالمؤامرة الخارجية.

الفكرة هنا تقول أن كل الشعوب قاصرة وأنها غير قادرة على إستعمال الشارع كوسيلة من وسائل النضال الديمقراطي السلمي إلا بإيعاز من أياد آثمة تستهدف استقرار الوطن!

كل أنظمة المنطقة تستعمل هذه الخطة لإبقاء الرعايا تحت حافر خيل الحكام بما في ذلك تونس قيس سعيَّد الديكتاتور الجديد الراكب على صهوة الإرادة الشعبية والضارب للدستور بصندوق الشعبوية.

بَيدَ أن النظام في الجزائر يؤسس لمرحلة جديدة في تعامل الأنظمة الدكتاتورية مع مطالب شعوبها لوأد أي حلم في التغيير وذلك من خلال وصف الكوارث الطبيعية بأنها “عينة صغيرة من مؤامرة شاملة تحاك ضد الجزائر” وفق ما جاء على لسان رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة اليوم الخميس.

المؤسسات في الجزائر العاصمة، في الأيام الأخيرة، لا تكتب البلاغات بل تقرع طبول الحرب وعينها على الرباط ، وعليه فإن المغاربة مطالبون بعدم الانجرار وراء قصائد الحرب المعلقة على جدران الثكنات العسكرية بل بالدعاء الصادق لأخواتنا وإخواننا في الجزائر بتجاوز المأساة التي يعيشها البلد والتعبير عن التضامن مع رغبة الجزائريين في “جزائر حرة ديمقراطية” والمساعدة على تقوية أواصر الأخوة الإنسانية بين شعبين تجمعهما الجغرافيا، والدين واللغتين الأمازيغية والعربية.

النزاهة أيضا تقتضي أن ننتبه إلى حرائقنا الصغيرة كتلك المشتعلة في غابات شفشاون والحريق الذي أشعله السفير هلال في أروقة الأمم المتحدة عبر مذكرته الغبية التي تطالب بتقرير مصير مكون أصيل من مكونات الشعب الجزائري المتعدد.. أما أم المعارك وأولوية الأولويات فإطفاء ألسنة اللهب المشتعلة في قلوب أمهات معتقلي الرأي.

قليلا من الحكمة لا يضر والتعنت يأتي على الأخضر في أفئدة الأمهات واليابس في الجبال والواحات والغابات.

حفظ الله المغرب والجزائر من كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى