سياسة

الغلوسي: المحامون حينما يحتجون اليوم فلأنهم ليسوا قناة لتمرير قرارات أحادية..هم شريك أساسي في صنع العدالة

قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن المحامين اليوم إذ يحتجون على طول خارطة الوطن ضد مصادرة رأيهم والمس بإستقلالية مهنة المحاماة، إنما يفعلون ذلك من باب واجبهم وأداء رسالتهم السامية، فالمحاماة مهنة شامخة ومستقلة يرفض رجالها ونساؤها تنفيد أية تعليمات من أية جهةٍ كانت فهي عصية على التطويع وخاسر من يتشبت ببعض الأوهام لزعزعة صفوف الدفاع، الذي شكل ولازال يشكل صخرة تتحطم عندها كل المناورات ومحاولة شق الصفوف بشحن طابور يمتهن الإشاعات والإتهامات .

وأضاف الغلوسي، في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، أن، المحامين يعتبرون أن القرار الثلاثي المشوؤم الرامي إلى تقييد حق الولوج المستنير للعدالة بفرض جواز التلقيح يشكل تناقضا مع الدستور والقانون والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، في الوقت الذي يلج الجميع المتاجر والمحلات التجارية الكبرى والمطاعم وغيرها دون أي قيد.

وتابع الغلوسي، في التدوينة إن القرار يجسد في جوهره إنصياعا للسلطة التنفيذية في الوقت الذي يجب فيه أن تظل السلطة القضائية الملجأ والملاذ لمخاصمة كل قرار إداري ذو طبيعة تنفيذية ،كما أن القرار يشكل مسا بحقوق الدفاع وبضمانات المحاكمة العادلة ؟

في السياق ذاته، أشار رئيس جمعية حماة المال العام، والعضو بهيئة الدفاع بمراكش، أن المحامين، حينما يحتجون ضد تقييد الولوج إلى العدالة كحق مقدس وسام فهم ليسوا ضد التدابير الرامية إلى مواجهة وباء كورونا، إذ هم أول من تحمس وتعبأ وساهم ماديا ومعنويا في خوض المعركة ضد الوباء اللعين ومنهم من نال منه وهو في ريعان شبابه ،ولا هم ضد القانون لأنهم لا يدافعون عن أنفسهم أو أنهم يبحثون عن مكاسب فئوية ضيقة ،فإحتجاجهم هو دفاع عن المجتمع بكل شرائحه وفئاته ، و هو تجسيد حي لحق المجتمع في العدالة والتي لن تتأتى إلا بضمان حق الجميع في الولوج إلى مرفق القضاء دون أية قيود ،هو دفاع عن إستقلالية القضاء والدفاع عن كل التجاذبات والمصالح الضيقة.

الغلوسي خلص للتأكيد، وفق المصدر ذاته، أن المحامين ليسوا قناة لتمرير قرارات أحادية فهم شريك أساسي في صنع العدالة، ولذلك يتعين إشراكهم فعليا في أي قرار يهم مرفق العدالة ، و المحامون يقدرون مصلحة الوطن وواعون بخطورة كورونا وتداعياتها التي امتدت إليهم دون أن يتلفت إليهم أحد، لكنهم ضد الحجر على رأيهم والمس بإستقلاليتهم ونبل رسالة المحاماة وهم منفتحون دوما على الحوار البناء والمسوؤل لتقعيد شراكة حقيقية تؤسس لغد أفضل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى