الرئسيةسياسة

أجبروا على ذلك بسبب سياسة بعض المسؤولين الذين يؤججون مشاعر الغضب فقط ..المٌرسّبون في امتحانات المحاماة يعلقون إضرابهم عن الطعام

كشف محمد الغلوسي، المحامي بهيئة مراكش والفاعل الحقوقي، أن المرسبين في امتحنات المحاماة، علقوا الإضراب المفتوح عن الطعام، استجابة لكل النداءات الصادرة عن الضمائر الحية وانتصارا منهم لمنطق الحكمة والعقل والحق في الحياة ،مهنئهم و مهنئا أسرهم ورفاقهم .

جاء ذلك في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، حيث كان من ضمن الشخصيات التي حاورتهم وأقنعتهم بتعليق الإضراب عن الطعام، مشيرا، أنه لم يكن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام مزايدة أو بحثا عن الموت، بل إنهم أجبروا على خوض هذه الخطوة وقد يقول قائل كيف أجبروا على ذلك؟، ليجيب، إنهم أجبروا على ذلك لأنهم وجدوا أنفسهم أمام آذان صماء ومسؤولين لا يقدرون حجم المسؤولية ،وجدوا أنفسهم أمام وزير للعدل يقول للحكومة هذا شأن قطاعي يهم وزارة العدل، وزير يخلط بين ذاته كشخص ومسؤوليته كوزير للعدل ،وزير يردد والله لن أجلس مع كمشة من الطلبة تهاجمني وتهاجم أسرتي رغم أن ذلك لم يحدث .

واضاف المتحدث ذاته، إن هؤلاء الطلبة المضربون، كانوا في حاجة لمن ينصت إليهم ويحاورهم بصدق ووضوح ويشعرهم بأنهم مثل أبنائه، إنهم طلبة لايطلبون الكثير وهم حذرين في مرافعاتهم ومطالبهم ويؤكدون على غيرتهم على الوطن وأنهم يرفضون تدويل قضيتهم.

في السياق ذاته، قال الغلوسي،إنهم طلبة يشعرون بآهاتهم وحسرتهم على ما آلت إليه وضعية البلد، بسبب سياسة ونهج بعض المسؤولين الذين يؤججون مشاعر الغضب فقط،
طلبة يشعرون بالأمل في المستقبل ينفلت منهم رويدا رويدا ومنسوب الثقة يتراجع تدريجيا وبشكل سريع، يسكنهم هاجس الخوف من المستقبل ويتمنون أن يحققوا حلمهم في الظفر بعمل يصون كرامتهم.

وتابع قائلا: إنهم بإختصار يشعرون بأن الفساد واستغلال النفوذ وضعف بعض المسؤولين وافتقارهم للحكمة والشجاعة يشكل عائقا كبيرا أمام طموحاتهم وأحلامهم وهم المنحدرون من أوساط شعبية فقيرة لاسند ولا معين لهم ،يشعرون بأن تفوقهم التعليمي غير كاف لضمان مقعد في هذه الحياة، مؤكدا أنه وجد نفسه جزء منهم وشعر بالمرارة التي يتجرعونها ورأى عيونهم التي تتطلع إلى الأجمل والأفضل فكل الحب لهم.

هذا، وكان الغلوسي، أشار أنه بدل جهود كبيرة وحثيثة لإقناع الطلبة المضربين عن الطعام لتعليق إضرابهم بعد حوار مع وزارة العدل وبحضور المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان على أساس أن تستقبل وزارة العدل ممثلين عن الطلبة في أجل أقصاه خمسة عشر يوما لفتح حوار معهم.

وأكد أن الطلبة المضربين عن الطعام احتجاجا على ظروف اجراء امتحان المحاماة، اشترطوا اصدار بلاغ عن المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان يتضمن التزام وزارة العدل بفتح حوار معهم، وهو البلاغ الذي حصل اختلاف حول صيغة صدوره مما جعل الطلبة المضربون يعدلون عن تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام.

والآن وفي هذه اللحظات صدر بلاغ عن المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان يؤكد على التزام وزارة العدل بفتح حوار مع الطلبة، وعليه فإنهم علقوا الإضراب المفتوح عن الطعام
معبرا عن شكره للذين ساهموا في إنهاء محنة شبابنا الطموح والواعي ،شباب شعروا بالظلم ووجدوا الأبواب موصدة امامهم واضطروا مجبرين للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام كرسالة للتعبير عن غضبهم واستيائهم،لكن ورغم ذلك حضر صوت العقل والحكمة وانتصروا للحياة والوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى