الرئسيةحول العالم

تركيا: مئات آلاف المتظاهرين يلبون دعوة حزب الشعب الجمهوري للاحتجاج على اعتقال أكرم إمام أوغلو

خرج آلاف المتظاهرين الأتراك، السبت، إلى الشوارع واحتشدوا في الجانب الآسيوي من مدينة إسطنبول، دفاعا عن الديمقراطية، واحتجاجا على توقيف رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو. وكان أوزغور أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، الذي ينتمي إليه أوغلو، دعا إلى تجمع كبير، صباح السبت، في إطار الاحتجاجات المتواصلة على اعتقال أوغلو. وأثار توقيف إمام أوغلو موجة احتجاجات غير مسبوقة، منذ أكثر من عقد عبر أنحاء البلاد، فيما كان رد فعل السلطات على الاحتجاجات عنيفا مصحوبا بحملة قمع ضد المتظاهرين والصحافيين.

متحديين حملة القمع الشديدة، التي تستهدف المتظاهرين، والمعارضة بصورة عامة، شارك مئات الآلاف من الأشخاص، السبت، في تظاهرة ضخمة، دعت إليها المعارضة التركية، في الجانب الآسيوي من إسطنبول، دفاعا عن الديمقراطية، واحتجاجا على توقيف رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.

وقال أوزغور أوزيل، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، للمتظاهرين إن الحشد بلغ 2,2 مليون شخص، لكن وكالة الأنباء الفرنسية لم تتمكن من التأكد من هذه الأرقام بشكل مستقل.

والتقت الحشود عند الظهر (9:00 ت غ) على الضفة الآسيوية لعاصمة تركيا الاقتصادية من أجل “مواصلة المسيرة نحو السلطة”، وفق ما جاء في دعوة أوزغور أوزيل، زعيم الحزب الذي ينتمي إليه إمام أوغلو.

وأثار توقيف إمام أوغلو في 19 مارس موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد عبر أنحاء تركيا، مع خروج عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع كل مساء وحتى مساء الإثنين.

ومنذ ذلك الحين، توقف الحزب عن الدعوة إلى التجمع أمام مقر البلدية. وحاول الشباب والطلاب بصورة خاصة مواصلة التعبئة، لكن يبدو أن القمع المتواصل على وقع الاعتقالات التي تطال متظاهرين وصحافيين ومحامين في منازلهم عند الفجر أضعفت عزيمة الأكثر تصميما بين المحتجين.

وفي إسطنبول وحدها، تم توقيف 511 طالبا حتى الجمعة، أودع 275 منهم السجن، وفق المحامي فرحات غوزيل. وقال المحامي إن “العدد أعلى بكثير على الأرجح”.

وبحسب آخر البيانات الرسمية الصادرة الخميس، تم توقيف أكثر من ألفي شخص أودع 260 منهم السجن.

وشملت التوقيفات الصحافي السويدي يواكيم ميدين الذي اعتقل الإثنين لدى نزوله من الطائرة وأودع أحد سجون إسطنبول مساء الجمعة، وفق ما أفاد به رئيس تحرير صحيفته السويدية “داغنس يو تي سي”.

وقال أندرياس غوستافسون إنه “لم يتبلغ بالاتهامات التي تستهدفه” لكن وسائل الإعلام التركية أوردت أن الصحافي متهم بـ”الإساءة إلى الرئيس” رجب طيب إردوغان وبأنه “عضو في منظمة إرهابية مسلحة”. وأكد غوستافسون عبر إكس “أعلم أن هذه الاتهامات زائفة 100%”.

“بداية رحلة”
وقبل ذلك، طردت السلطات الخميس مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مارك لوين الذي جاء لتغطية الاحتجاجات في البلاد، واتهمته بأنه يمثل “تهديدا للنظام العام”.

كما أوقف خلال الأسبوع ما لا يقل عن 12 صحافيا تركيا، أطلق سراح معظمهم لاحقا لكنهم ما زالوا متهمين بالمشاركة في مظاهرات محظورة كانوا يغطونها لحساب وسائلهم الإعلامية، وبينهم مصور وكالة الأنباء الفرنسية ياسين أكجول.

وأوقف محمد بهلوان محامي إمام أوغلو الجمعة “بذرائع ملفقة بالكامل” بحسب ما ذكر رئيس البلدية على إكس، ثم أطلق سراحه في المساء.

وسيكون التجمع بمثابة اختبار للمعارضة في وقت يغادر العديد من سكان إسطنبول المدينة للاحتفال بعيد الفطر مع عائلاتهم. وأعلن إردوغان هذا الأسبوع منح موظفي الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة تسعة أيام عطلة.

وكان حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية والذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية، يستعد لتعيين إمام أوغلو مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2028، حين اعتقل في 19 مارس وأودع السجن بعد خمسة أيام.

وأفاد الحزب أن 15 مليون شخص شاركوا في الانتخابات التمهيدية التي جرت في اليوم نفسه على الرغم من توقيف إمام أوغلو، دعما لترشيحه. وكتب أوزيل على إكس محفزا قاعدة حزبه أن “ترشيح أكرم إمام أوغلو هو بداية رحلة ستضمن العدالة والسيادة للأمة”.

أ ف ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى