في الواجهةميديا وإعلام

اليوم العالمي للصحافة: ساهم تسييس القضاء في إسكات الصحافيين الناقدين وتقييد حرية الصحافة يشمل 59 دولة

يصادف اليوم ذكرى الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يعود تاريخه إلى مؤتمر عقدته اليونيسكو في مدينة ويندهوك في 3 من مايو 1991 بهدف تطوير صحافة حرة وتعددية. لتعلن فيما بعد في ديسمبر 1993 الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يحتفل به سنوياً في جميع أنحاء العالم في 3 مايو. ويعد هذا اليوم تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة والاحتفال بمبادئها الأساسية.

وقد أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” في شهر أبريل من هذا العام مؤشرها السنوي لحرية الصحافة العالمي لعام 2021، الذي يقيم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً. وقد شدد التقرير على أهمية التضليل الإعلامي، مؤكداً أنه عادة ما يُحجب تماماً أو يتم إعاقته بشكل كبير في 73 دولة، إضافة إلى تقييده في 59 دولة أخرى، الأمر الذي يمثل 73٪ من الدول التي تم تقييمها.

وتتضح معوقات العمل الصحفي من خلال بيانات التصنيف التي تقيس كل ما يعترض سبيل التغطية الإخبارية من قيود وعراقيل، حيث سجلت مراسلون بلا حدود تدهوراً صارخاً في المؤشر المتعلق بهذا الجانب. ففي سياق الأزمة الصحية، بات من المستعصي على الصحافيين الوصول إلى مكان الأحداث ومصادر المعلومات على حد سواء. فهل سينقشع هذا الغمام بعد انتهاء الوباء؟ تُظهر الدراسة صعوبة متزايدة أمام الصحافيين للتحقيق في المواضيع الحساسة والكشف عنها، خاصة في آسيا والشرق الأوسط، وإن سُجلت بعض الحالات في أوروبا كذلك.

لم تُسجل تغييرات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي حافظت على موقعها في مؤخرة التصنيف. ففي الجزائر (146) والمغرب (136، -3)، ساهم تسييس القضاء في إسكات الصحافيين الناقدين، بينما كثفت أكثر دول الشرق الأوسط استبداداً، المملكة العربية السعودية (170) ومصر (166) وسوريا (173، +1)، ممارساتها القمعية المتمثلة في تكميم الصحافة، لتحكم قبضتها على وسائل الإعلام في سياق جائحة كوفيد-19، حيث جاءت الأزمة الصحية لتعمق جراح الصحافة المحتضرة أصلاً في هذه المنطقة، التي لا تزال الأصعب والأخطر في العالم بالنسبة للصحافيين.

صحيح أن المؤشر القياسي العام للتصنيف سجل انخفاضاً طفيفاً بين 2020 و2021 (بنسبة لا تتجاوز 0.3٪)، بيد أن هذا الاستقرار لا يمكن أن يخفي حقيقة الوضع العام فيما يتعلق بالمدى المتوسط: ذلك أن المؤشر العام سجل تدهوراً بنسبة 12٪ منذ إنشائه في 2013.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى