الرئسيةسياسة

فرنسا تمضي أكثر نحو تطوير علاقة مع الجزائر ..“إيكونوميست”الرباط ترد بتعميق العلاقة مع إسرائيل وأمريكا

ذكرت مجلة “إيكونوميست” في تقرير لها، أن المغرب يبدو أنه قد أدار ظهره لما يطلق عليه “أوروبا القديمة”، وبات يتطلع للتعاون الدفاعي مع أمريكا وإسرائيل. وأشارت المجلة على لسان مراقب مخضرم في الرباط، بأن المغرب يشبه “عشيقة مهجورة غاضبة، بعدما عاد شريكها لحبّه الحقيقي”.

وهذا، و صوّت البرلمان المغربي بالإجماع على إعادة النظر بالعلاقات مع أوروبا بعد تصويت البرلمان الأوروبي الشاجب لحقوق الإنسان في المغرب. ويتهم الساسة المغاربة نظراءهم الأوروبيين، وخاصة الفرنسيين بالتدخل الاستعماري.

المجلة، تساءلت في التقرير ذاته، “كيف قُلبت الطاولات منذ العام الماضي؟”، ففي ذلك الوقت، نبذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجزائر، المستعمرة الفرنسية السابقة الإشكالية، كنظام عفا عليه الدهر، وخفّض عدد التأشيرات الممنوحة لمواطنيها، واستدعت الجزائر غاضبة سفيرها ومنعت الطيران الفرنسي من العبور في أجوائها.

المجلة، قالت في تقريرها، إن فرنسا تخلّت عن المغرب من أجل التقارب مع الجزائر، والغاية هو أن أوروبا تحتاج للغاز الطبيعي، ولذلك، تضيف المجلة، حاولت فرنسا وبرغبة شديدة التقارب مع الجزائر، في 23  يناير،  استقبل ماكرون سعيد شنقرجية، أبرز الجنرالات في الجزائر، والرجل الأقوى في البلاد. وتبعه بعد ذلك وفد فرنسي كبير إلى الجزائر، وكتب  دبلوماسي ساعد على ترتيب الزيارة بالقول إنها “دينامية غير عادية”.

في السياق ذاته، تؤكد  المجلة أنه و في سياق  الحرب الأوكرانية، كانت ثروة الغاز الجزائرية هي السبب في التقارب مع فرنسا وأوروبا. تذكر على سبيل المثال، أن رئيسة وزراء بريطانيا جورجيا ميلوني زارت الجزائر  وليبيا لمناقشة الاستثمارات والطاقة.

يشار في هذا الصدد، أن إيطاليا  تعتمد على الغاز الجزائري بنسبة 40% بزيادة عن 30% قبل الحرب في أوكرانيا،  وانخفضت حصة الغاز الروسية في إيطاليا إلى 10% من 40%. وبالمقارنة، لا يملك المغرب هيدروكربونات ليقدمها لأوروبا.

المجلة، قالت، إنه في مقابل هذه الصورة من اضطراب علاقة المغرب بأوربا شريكه التاريخي، تتنامى  علاقات الصداقة المغربية مع إسرائيل، ويُتوقع أن يستضيف وزير خارجيتها، وزيري خارجية إسرائيل والإمارات لإحياء الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقيات إبراهيم التطبيعية. واختيار مكان اللقاء له دلالاته، حيث سيُعقد في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية.

تؤكد المجلة بشكل سخري، أنه “عندما تتخلى فرنسا عن عشيقة من أجل حبيب جديد، فتوقع أن يطير الشرر في الصحراء”.

أفادت المجلة، أنه وفي الوقت الذي ازدهرت فيه العلاقات مع الجزائر، ذبلت علاقات فرنسا مع ما وصفته بـ”ربيبها السابق” المغرب، ومنافس الجزائر. وكانت آخر مرة زار فيها ماكرون المغرب في عام 2018.

قالت المجلة، إن الملك محمد السادس قضى  على الأقل أربعة أشهر في فرنسا العام الماضي، لكنه لم يلتق مع الرئيس الفرنسي. وفي 19  يناير ساعد حزب ماكرون “الجمهورية إلى الأمام” على الدفع بقرار في البرلمان الأوروبي، شجب فيه انتهاكات حقوق الإنسان بالمغرب، وبدون التلميح للجزائر، ذات السجل الصارخ أيضا، بحسب قول المجلة.

وقال الخبير الأمريكي بالشؤون الجزائرية، جوف بورتر: “اعتقد المغاربة أنهم يتحركون أسرع من الجزائر في أوروبا، وفجأة أصبحت الجزائر مهمة وأقل إشكالية”.

المصدر: مجلة إيكونوميست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى