رأي/ كرونيك

محمد حجار: أنا جزء من تاريخكم وأنا استمرار في تاريخ آخر 

عبداللطيف هاشمي

حضي صديقي وأخي محمد حجار بتكريم من طرف فعاليات اليسار يوم السبت الماضي، والذي  تعذر علي الحضور في فعاليته لأسباب صحية رغم أنني كنت بصيغة أخرى حاضرا في أجواء ذلك التكريم .
هكذا هم المناضلون الحقيقيون كل ربحهم من نضال عقود هو هذا التكريم الذي له أكثر من دلالة .
في حالة أخي وصديقي حجار أخال أنه ينظر إلى كل السنين التي مرت ويفكر بمنطق هل أعطى الكثير لمشروع سياسي آمن به، حاضرا منذ البداية في صراعات الاتحاد والصراعات داخل الاتحاد وهي بمعنى من المعاني النضال من أجل استحضار هموم الشعب وخاصة طبقاته المسحوقة في المشروع السياسي .

محمد حجار في الوسط


هذا الهم الذي حمله في قلبه من أعماق حي العنق والذي شاركه فيه مناضلين آخرين من اتجاهات مختلفة جعله يتقبل بصدر رحب ضريبة النضال مهما كانت واردة في تلك المرحلة خصوصا بالنسبة لمناضل حركي .
في السبعينات ، حين تعرفت عليه ، جمعنا حلم تغيير المجتمع وبداخل هذا الحلم الدور الطليعي للطبقة العاملة فيه، كان ذلك الإيمان يقوي إرادة التصدي للظلم والقهر .
ورغم الظروف المادية القاسية ما بعد الإعتقال فإن للرجل قدرته على التحمل تعكس ذلك الإيمان العميق بحتمية التغيير رغم ما تعرفه هذه المعركة من مدٍ وجزرٍ ومن خلافات واختلافات .
حين سوف يختار توجهه الذي آمن به بقى على علاقاته بأصدقائه القدامى هي هي لم يتنكر لها بل حافظ عليها رغم تباين المواقع كأنه يقول أنا جزء من تاريخكم وأنا استمرار في تاريخ آخر غير خارج عن مشروع اليسار برمته ، بل إنه يعتقد أنه الأكثر تقدما منه .
ليست هذه المناسبة لقول الكثير ، فالواضح أنه يصعب تلخيص حياة رجل شارك في كل المحطات ولا يزال ، ولكن هي مناسبة لنتذكر جميعا أنه ليست هناك نهايات بل هناك دائما بدايات.


أتذكر أنا وصديقي حجار ونحن شباب رفقة العديدين من بينهم صلاح الدين المانوزي وعميمي عبدالرحيم وأزريع … متحلقين حول كابودجي ذلك المناضل الذي كان يكبروا سنا كنّا فرحين كالأطفال ونحن نكتشف أن كابودجي التاجر البسيط في سوق بورگون يحمل قناعات يسارية جريئة وراديكالية وهو الذي علمنا أن تلك القناعات ليست خاصة بالشباب وإنما متجذرة في كل من بقاوم الاستبداد .
أخي وصديقي محمد حجار لاشك أنك تستحضر دوما أحمد بنجلون وعبدالله كامون والعربي الشتوكي وغيرهم لذلك فأنت لا تملك تاريخا خاصا بل أولئك هم تاريخك، كما أنك تاريخهم فلتستمر معنا فالكلام عنك محتاج إليك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى