ثقافة وفنون

رمضانيات: جمع شمل جيل جيلالة بعد أن تشتتوا (فيديو)

العربي رياض

بمجرد ما وصلت فرقة الصديقي المسرحية إلى الدار البيضاء، قصد حسن مفتاح مقهى لاكوميدي، لأنه يعلم أنه لابد وأن يظهر فرد من أفراد جيل جيلالة هناك، فوجدهم فعلا، واقترحوا عليه الالتحاق بالفرقة، فكانت فرحته كبيرة، خاصة وأن نواس الحمراء لم تعد كما في سابق عهدها، وبالتالي عليه إيجاد مجموعة أخرى، والأقدار ساقت إليه إحدى المجموعات الغنائية الكبيرة.
استقر حسن، أيضا، بنادي زينون رفقة شهرمان وعبد الكريم وبرحال، دخلت المجموعة التدريب الجدي، تُسَابِقُ الزمن لتحضير شريط جديد قد ينقذها ويفند الإشاعات التي انتشرت في كل أرجاء المغرب، والتي تفيد بأن جيل جيلالة لم يعد لها وجود، وأن أفرادها تشتتوا بعد حدوث نزاعات مباشرة، عقب الجولة التي قاموا بها في بعض دول الشرق الأوسط.
والتمارين في أوجها، سُمِعَ طَرْقٌ في الباب، -يحكي عبد الكريم- فتح أحد أفراد المجموعة الباب، فكان الزوغي والدرهم والسعدي، جاؤوا لإيجاد حل والاعتذار عما حصل، ثم العودة إلى المجموعة، لكن مولاي الطاهر رفض رفضا باتا، غادر الثلاثة، وظل مولاي عبد العزيز والطاهري وأنا، نحاول إقناع مولاي الطاهر كي يقبل بعودة الدرهم، لأن الفرقة في حاجة إليه، وله مكانة داخلها، ثم هناك عشرة الدرب بمراكش، فقبل مولاي الطاهر، لكن بعد أن واجه الدرهم بعتاب شديد.
بعد تهيئ الشريط، بدأ البحث عن شركة للتسجيل، كل الشركات كانت ترفض، بعلة أن جيل جيلالة غابت عن السوق، ولم يعد لها وجود، كما أن جل هذه الشركات كانت ملتزمة بأعمال فنانين كبار، كعبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح وميكري والحياني والغيوان، كما ظهرت مجموعة لمشاهب بصورة قوية غطت في تلك الفترة على ناس الغيوان وجيل جيلالة، أضف إليها بروز مجموعات أخرى «كرعاة الصحراء» و»عرباوة»، وهي مجموعات كانت ناجحة لكنها لم تستمر، دون إغفال فناني العيطة وغيرهم.


حاول محمد مجد إقناع هذه الشركات بأن جيل جيلالة لا تزال في الساحة، وبأنها هيأت عملا سيكون له صدى رائع، لكن ولا شركة اهتمت بهذه التوضيحات، دخل مجموعة من الصحفيين على الخط، بينهم خالد الجامعي، العربي الصقلي، محمد الأشهب، وعبد الله الستوكي وغيرهم.. وكتبوا بأن جيل جيلالة مازالت تشتغل، وبأنها بصدد الإعداد لعمل جديد، ما أعطى بصيصا من الأمل.

وصادفت هذه الكتابات أن توجه محمد مجد عند صاحب شركة «كام» السيد بوجمعة، الشهيرة في عالم الأشرطة، وأطلعه بأن جيل جيلالة تريد أن تسجل عنده، فأبلغه السيد بوجمعة الذي كانت شركته قد فتحت أبوابها حديثاً، ولا يزال يستأنس بالسوق، بأن معظم شركات الإنتاج فقدت الثقة في جيل جيلالة، وبأنه سيعمل على تسجيل عملها الجديد من باب التعاون، لأنه في بداية مشواره، ولا يتوفر على أموال كثيرة، فسجلوا له بشكل تضامني مقابل مبلغ لم يتجاوز 3000 درهم.

الشريط سيعرف انتشارا واسعا في المغرب وخارجه، وأصبح الجميع يردد الأغاني التي تضمنها، وهذا الشريط، يقول عبد الكريم، عَرَّفَ بِصَوْتِي بشكل كبير، وكان فأل خير على صاحب شركة »كام» حيث درَّ عليه أموالا طائلة، وجعل شركته الرقم واحد في الإنتاج، و أصبح الجميع يريد التسجيل عنده والتعامل معه.
هذا العمل الفني الجديد ، سيعيد الروح لجيل جيلالة التي كانت في تلك المرحلة تواجه منافسة قوية، خاصة من طرف ناس الغيوان التي مات مؤسسها بوجميع في تلك الفترة، وما رافق موته من تأويلات زاد من حجم التعاطف مع الغيوان، التي بدأ أفرادها يظهرون نضجا فنيا وموسيقيا، بعد التحاق المايسترو علال، ولمعلم عبد الرحمان باكو، وكذا بروز مجموعة لمشاهب بروزا قويا، والتي احتضنها الشباب بكثير من الحب.
بعد ظهور الشريط، سَتَفْتَحُ أمام جيل جيلالة من جديد أبواب العروض والحفلات، سواء داخل المغرب أو خارجه، ومن بين السهرات الكبرى التي ستحييها، سهرة أقيمت بملعب المنزه في تونس، حيث كانت قد استدعيت إلى حفل هناك بمعية الأستاذ عبد الوهاب الدكالي، لكن وقع خلاف بين المنظمين وأعضاء جيل جيلالة حول التعويضات المالية، خاصة وأن المشرفين على الحفل كانوا سيقيمونه في أكبر ملعب في البلد، وبالتالي فلابد أن يكون التعويض المالي مناسبا، الخلاف حول التعويضات سيدفع بجيل جيلالة إلى الإحجام عن السفر، وكذلك فعل عبد الوهاب الدكالي، فحدثت ضجة في تونس، خاصة وأن التذاكر كانت قد بيعت عن آخرها، وكان الجميع ينتظر قدوم الفرقة، لكن الحفل أُلْغِيَ، وهو ما أدخل المنظمين هناك في مشاكل مع السلطات، هذا الحادث سيدفع بوزارة الثقافة التونسية إلى الدخول على الخط لتعاود الاتصال بجيل جيلالة وتبلغها بضرورة القيام بجولة فنية في كل التراب التونسي، انطلاقا من ملعب المنزه، لأن الجمهور متعطش إلى ذلك، وأَبْلَغَتِ الفرقة أنها هي من ستتكلف بالتعويضات والمصاريف وغيرها بدل أولئك المتعهدين الذين لا يهمهم سوى الربح على حساب الفنانين.

https://www.youtube.com/watch?v=35SlqpXLoNs

هذه المرة سيخصص لجيل جيلالة استقبال كبير، بدءا من مطار العاصمة الذي كان غاصا بمختلف ممثلي وسائل الإعلام وبالجمهور المحب لهذا اللون الفني، ورافقهم في هذه الجولة الفنان الكبير حميد الزهير، الذي كانت له مكانة خاصة في قلوب التونسيين، الذين رددوا معه طيلة الحفلات التي تم إحياؤها هناك، أغنية “للافاطمة”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى