سياسة

قيادي سابق في الاتحاد يرد على دعوة لشكر للمصالحة بين اليسار.. المصالحة مع من ولماذا؟

قال سفيان خيرات عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية معلقا على دعوة إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد، دعوته للتوجه لمستقبل آخر عنوانه المصالحة بين الطاقات الاتحادية واليسار بشكل عام، إن هذه الدعوة لا يمكنها ” إلا أن تثير، في الآن نفسه، الاستحسان و الفضول، استحسانها يفرضه المأزق الذي آلت إليه مختلف مكونات الحركة الاتحادية. و الفضول منبعه غموض أو بالأحرى غياب أسباب النزول في هاته الظرفية بالذات”.

وتسأل القيادي السابق قائلا: “ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟” مؤكدا أن أزمة  “الحركة الاتحادية قديمة قدم التاريخ مادامت مرافقة للحظة التأسيسية ذاتها بعد انفجار المؤتمر الثاني سنة 1962” متسائلا، “ألم يمنع المهدي بنبركة ساعتها من اعتلاء المنصة لقراءة تقريره و تقييمه للأوضاع وفضل التوجه و التفرغ للنضال العالمثالتي؟.

وأضاف خيرات أن تاريخ الحركة الاتحادية يعج “بأمثلة كهذه بما يوحي في بعض الأحيان بتاريخ دائري يفضي إلى التسليم بخطيئة النشأة”،
متسائلا في تدوينة له على صفحتها في الفايسبوك “مصالحة من مع من و لماذا؟ مصرحا: “ألا توحي هذه الدعوة بوجود خلل في إدراك بل و تمثل العلاقة بين السياسة و التاريخ لدى القائمين تنظيميا على تدبير شؤون الإتحاد؟ فالأكيد أن بين السياسة، بما هي فعل مجرد من لاهوت الزمان، و التاريخ، بما هو صيرورة لإدراك الذات و تمثل الهوية، برزخان لا يبغيان. بصيغة أخرى، هل هي دعوة تاريخية أم صرخة سياسية؟ و لا داعي للتفصيل في شرح الفرق بينهما”.

في نفس السياق، أكد خيرات في التدوينة نفسها، أن خوضه في هذا الموضوع مبني على شرطين ذاتي و موضوعي، موضحا أن الشرط الذاتي يتعلق “بتوجهنا إبان التحضير للمؤتمر الوطني العاشر ( الأخير) إلى ضرورة التوقف لطرح أسئلة، نوعا ما وجودية، حول مآل الحركة الاتحادية وصلت بِنَا إلى التساؤل عن ما إذا كان المغرب في حاجة إلى الإتحاد الاشتراكي؟ و أن اللحظة ربما تستدعي مساءلة الأسباب و الشروط المنتجة لارتداد التاريخ بما يشبه الدوران في حلقة مفرغة”، مشددا التأكيد على ” كيف لحركة تأسست على فلسفة التاريخ أن تنسلخ طيلة عقود (منذ المؤتمر الإستثنائي) من جدلية الرؤية و الممارسة؟ فبمثل هكذا انسلاخ لن يكون أمامها غير المضي قدما ( لكن هذه المرة بوعي كامل) نحو الاندثار” مستدركا  أن “الجواب الذي قدم لنا كان مرتبطا بفقدان الدعم العمومي إذا ما تأخر المؤتمر عن موعده!! ففهمنا أن اللحظة لم تكن على الإطلاق مناسبة لطرح ذلك النوع من الأسئلة.”

أما بخصوص  الشرط الموضوعي، فأرجعته التدوينة نفسها بارتباطه بمآل الدولة،  ” ليس فقط لأن طبيعة الحقل السياسي أضحت عاجزة عن تبيان أفق يحرر طاقات المجتمع، بل لأن قراءة سريعة لطبيعة التركيبة الإجتماعية (بتعبير ماركسي) توحي بسريان التفكك و فقدان اللحمة الاجتماعية لإنتاج فعل سياسي وطني. و هنا لم يتأخر جواب الدولة في أعلى مستوياتها حينما نادت بضرورة إنتاج نموذج تنموي جديد. فالإقرار بفشل النموذج الحالي هو أعمق و أبعد من محاكمة للسياسات الاقتصادية المنتهجة”.

وختم القيادي السابق بالاتحاد الاشتراكي تدوينته بالقول “إن النظر إلى المصالحة قد يكون مجديا إذا أخذ بعين الاعتبار مسلمتين: تاريخ الحركة الاتحادية هو أولا تمثل مشترك لدينامياتها المتعددة: سياسية و إديولوجية و تنظيمية، وأن “القدرة على إنتاج وعي نظري بتحولات الشرط الموضوعي السالف الذكر شرط لا مناص منه لإنتاج فعل سياسي مستقبلي يخرج الحركة الاتحادية من دوامتها. أليس هذا ما جسده المؤتمر الاستثنائي”.

جدير بالذكر، أن إدريس لشكر دعا كل مكونات الحركة الاتحادية واليسار بشكل عام لعقد لقاءات موسعة للمصالحة الكبرى من أجل إعادة بناء جبهة مستندة لقيم وأهداف مشتركة، مؤكدا في لقاء له مع “إم إف إم” في برنامج “ديكربيطاج” أن دعوة المصالحة هاته تلقى دعم ومساندة من طرف الكثير من الفعاليات الاتحادية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى