توم كروز..مغامرته النارية تضعه في موسوعة غينيس

وسط عالم السينما الذي يتغيّر بإيقاع سريع، ويُبدّل نجومه بمرور الأجيال، يظل توم كروزhttp://(من مواليد 3 يوليو 1962)، ممثل ومنتج أفلام أمريكي اسماً عصياً على النسيان، فالنجم الأمريكي، البالغ من العمر 62 عاماً، لا يزال يواصل كسر الحواجز وصناعة اللحظات السينمائية التي تأسر القلوب وتحطم الأرقام.

ومع الإصدار الثامن من سلسلة “Mission: Impossible” ، لم يكتفِ كروز بأداء أدوار خطرة، بل تجاوز حدود المعقول والخيال، ليسجّل إنجازاً غير مسبوق باسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

رقم قياسي مشتعل… ومشهد لا يُنسى

في مغامرة تُعدّ من أكثر ما قدمته السينما جرأة وتهوراً، قام توم كروز بتنفيذ 16 قفزة مظلية خطيرة من طائرة مروحية، وهو يحمل مظلة مغمورة بالوقود ومشتعلة بالكامل، وذلك خلال تصوير “Mission: Impossible – The Final Reckoning” ، لم يكن الإنجاز مجرد لقطة سينمائية مثيرة، بل اختباراً حقيقياً للحياة والموت، أدخله تاريخ الأرقام القياسية من أوسع أبوابه.

بحسب بيان رسمي صادر عن “موسوعة غينيس” يوم 5 يونيو، فإن كروز، كونه مظلياً معتمداً، قام بعد كل قفزة بفك بقايا المظلة المحترقة وهو في الهواء، ثم فتح مظلة احتياطية ليهبط بسلام، مكرراً العملية المذهلة 16 مرة، لم يسبق لأي ممثل محترف أو حتى بديل في تاريخ السينما أن اقترب من هذا الرقم أو هذا النوع من القفزات عالية المخاطر.

من الشاشة إلى الحقيقة: كروز بطل داخل وخارج الفيلم

يرى كريغ غلينداي، رئيس تحرير موسوعة غينيس، أن كروز لا يُجسد شخصيات أبطال الحركة فقط، بل يعيشهم واقعاً. يقول في تصريحه: “توم لا يؤدي دور البطل، إنه البطل ذاته، تفانيه في تحقيق الواقعية، ورغبته المستمرة في تجاوز الحدود، تجعله أحد أعظم نجوم الأكشن في تاريخ السينما، من دواعي فخرنا أن نمنحه هذا الاعتراف المميز”.

هذا النوع من المشاهد، الذي لا يعتمد على مؤثرات بصرية فحسب، بل على أداء بدني حقيقي يعكس التزاماً نادراً، هو ما يميز كروز في مشواره السينمائي.

اللقطة التي التهمت الجبال

أبرز مشهد يُجسد هذا التحدي الجسدي والعقلي جاء خلال مواجهة جوية بين شخصية “إيثان هانت”، التي يجسدها كروز، وعدوه اللدود “غابرييل” (إيساي موراليس)، في سماء سلسلة جبال دراكنزبرغ بجنوب إفريقيا، لا نجري المعركة فوق الأرض، بل في الهواء، حيث تسقط طائرة مشتعلة، ويضطر إيثان إلى القفز منها، لتشتعل مظلته في الجو وتتفتت، ما يدفعه إلى فتح مظلة احتياطية في اللحظة الأخيرة.

ولم تكن الجرأة فقط في القفز، بل أيضاً في التصوير، حيث ارتدى كروز كاميرا خاصة بوزن 22 كيلوغراماً مثبتة على جسده لتوثيق السقوط عن قرب، في مشهد دمج بين الإبداع السينمائي والشجاعة البدنية.

The Final Reckoning: الفصل الختامي… أم بداية أخرى؟

يمثل الجزء الثامن من Mission: Impossible استمراراً لرحلة العميل “إيثان هانت” في مواجهة الأخطار الوجودية، حيث ينطلق مباشرة من نهاية الجزء السابع، في محاولة لإيقاف العدو غابرييل والكيان الغامض الذي يهدد مصير العالم, ويشارك في الفلم نخبة من النجوم، من بينهم هانا وادينغهام، نيك أوفرمان، وتراميل تيلمان.

العرض الترويجي للفيلم كشف عن لقطات مذهلة لكروز وهو يتشبث بجوانب طائرة، ويغوص تحت الماء، ويقفز من الارتفاعات، في استمرارٍ لنهجه السينمائي الذي لا يعترف بالخوف أو المؤثرات البديلة.

توم كروز… بين الأسطورة والجنون المحسوب

لا يمكن اختزال نجاح توم كروز في أفلام الحركة فحسب، بل في اختياراته المتفردة، وإصراره على أن يكون شريكاً في كل تفصيل من تفاصيل التصوير، سواء أمام الكاميرا أو خلفها.
هذا الالتزام هو ما جعله يحظى بجمهور متجدد، يُتابع مغامراته جيلاً بعد جيل.

من خلال إنجازه الأخير، لم يكتفِ كروز بتحقيق مشهد ناجح، بل صنع معلماً في تاريخ السينما، تتحدث عنه كتب الأرقام القياسية قبل أن تتحدث عنه شاشات العرض.

في عالم تمتلئ فيه الشاشات بالمؤثرات الرقمية والبطولات المصطنعة، يبقى توم كروز مثالاً نادراً على أن الشجاعة الحقيقية لا تُصنع في استوديو، بل تُولد من قلب الممثل، ومن شغفه بالمغامرة، حتى وإن كان الثمن مظلة مشتعلة في السماء.