اقتصادالرئسية

ماذا تعني خطوة بنك المغرب رفع نسبة الفائدة وما الأثر المرتقب لها على الاقتصاد والمواطنيين..والتوظيف وغيرها؟

أعلن بنك المغرب أمس الثلاثاء، عقب اجتماع مجلسه الفصلي، رفع نسبة الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 2%، وهي الخطوة التي كانت منتظرة منذ أشهر بعدما اتجهت عدد من البنوك المركزية العالمية في الاتجاه نفسه لمواجهة موجة التضخم غير المسبوقة منذ سنوات.

ما هي الأهداف التي يسعى إليها بنك المغرب من هذه الخطوة؟ وما الأثر المرتقب لها على الاقتصاد الوطني، وعلى عموم المواطنين؟.

يؤكد البنك المركزي أنه اتخذ قراره برفع نسبة الفائدة الرئيسية، لتفادي عدم تثبيت توقعات التضخم، وضمان شروط العودة السريعة إلى مستويات تنسجم مع عدم استقرار الأسعار، بعدما سجل أن الاقتصاد لا زال يتأثر بالمحيط الخارجي غير الملائم، وبتداعيات موجة الجفاف الشديد، مع تباطؤ ملموس في النمو وتسارع قوي في وتيرة التضخم.

ورفع سعر الفائدة يؤدي إلى تقليص حجم الأموال الموجودة في الاقتصاد، حيث يصبح الاقتراض أكثر كلفة على زبناء البنوك التي تضطر لرفع أسعار فائدتها، ما يجعل الزبناء يفكرون أكثر من مرة قبل السعي إلى نيل هذه القروض ما لم يكونوا محتاجين لها بشدة.

كيف يتسبب رفع سعر الفائدة في كبح التضخم؟

التضخم ظاهرة عالمية فاقمتها الحرب الروسية في أوكرانيا وتعطل سلاسل التوريد العالمية بعد إغلاقات “كوفيد-19” في الصين، ولمكافحته تتخذ بنوك مركزية أخرى في العالم إجراءات مماثلة.

وقد يكون رفع سعر الفائدة الأداة النقدية الأبرز لدى كافة البنوك المركزية لكبح جماح التضخم، لكنها قد لا تصيب دائما.

ومن الناحية النظرية، تقول القاعدة إن قرار رفع سعر الفائدة يزيد عبء القروض الجديدة والقائمة، مما يعني أن عملاء البنوك سيفكرون أكثر من مرة قبل الإقدام على الاقتراض.

ويعود ذلك إلى أن البنوك ستزيد سعر الفائدة على الراغبين في الاقتراض، مما يعني أنهم (عملاء البنوك) قد يتخذون قرارا بتأجيل الاقتراض إلى حين هبوطه.

وسيتسبب قرار التأجيل في عدة أمور، منها:

  • أنه قد يكون سببا في التراجع عن شراء سلعة أو خدمة ما، أو توسيع مشروع قائم أو فتح آخر جديد.
  • أنه سيبطئ عمليات التوظيف.

وبالمحصلة ستكون السيولة النقدية والاستهلاك أقل، ويبقى الهدف من قرار رفع سعر الفائدة امتصاص السيولة النقدية من السوق لإبطاء الاستهلاك، وهو أولى الطرق لخفض التضخم في أي اقتصاد.

كما أن رفع سعر الفائدة سيدفع في اتجاه انتقال السيولة إلى البنوك على شكل ودائع يحصل أصحابها مقابلها على فوائد مرتفعة من البنوك كأداة استثمار، وهنا ينجح البنك المركزي في سحب السيولة من الأسواق.

كيف يؤثر سعر الفائدة على الاقتصاد؟

بشكل مختصر عندما يتم رفع سعر الفائدة فإن ذلك يؤدي إلى:

  • تراجع فوري للطلب على الاقتراض.
  • بالمقابل، زيادة الطلب على إيداع الأموال.
  • هذه الأمور قد تؤدي إلى إبطاء معدلات النمو الاقتصادي.
  • تراجع وتيرة الاستثمار.
  • هبوط وتيرة الإنفاق بكل أنواعه.
  • تأثر مباشر للقطاعات الإنتاجية وسوق العمل.
  • تأثر الأسواق المالية.
  • تأثر أسواق الأسهم.

كيف يؤثر رفع سعر الفائدة على المواطن العادي؟

بالنسبة للمواطن العادي -وبشكل مبسط- من شأن رفع سعر الفائدة أن يؤدي إلى:

  • زيادة تكاليف اقتراضه من البنوك.
  • دفع مزيد من الأموال مقابل الحصول على الخدمات الحيوية.
  • دفع المزيد للحصول على قروض الاستثمار والسيارات.
  • دفع المزيد على القروض العقارية.
  • رفع الفائدة يدفع المودعين إلى إيداع أموالهم بالبنوك كأداة استثمار للحصول على عوائد مرتفعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى