رأي/ كرونيك

من عقدة أوديب وقتل الأب لعقدة منيب واقتلوا الأمينة العامة والرسالة الفضيحة للشناوي

بعض قادة اليسار المغربي … ينتقلون من الصراع الفكري … إلى الصراع النفسي ….

السري
بقلم جمال العسري

و أنا أتابع ما يحدث داخل الحزب الإشتراكي الموحد … بل أعيشه و عن قرب … أحاول أن أفهم هذا الصراع من خارجه … أريد أن أعطي مسافة و أبتعد عن مركز دائرة الصراع … و ألاحظ علني أكون موضوعيا … بل أحاول أن أضع نفسي مكان الآخر لأنظر للقضية من الجهة التي ينظر هو إليها … لأكون منصفا … و لأجد لرفاقي الذين هم في الجهة الأخرى عذرا … عملا بالحديث ” التمس لأخيك العذر “..

و هكذا هرولت لاقتناء أسبوعية الأيام … ففيه يتحدث رفيقي ” محمد الساسي ” … بل هو و حسب الأسبوعية ” أول خروج له حول الأزمة الداخلية للحزب الإشتراكي الموحد ” … اقتنيت العدد … و هرولت لقراءة الاستجواب … و بمجرد انتهائي من قراءته قفز لذهني سؤال محرج ” أ هذا فعلا كلام الساسي ؟؟ الساسي الذي أعجبت به لعقود ” … بهتت من محتوى الحوار … و من غياب الفكر و النظرية … و طغيان الشخصية … قلت مع نفسي لعلها القراءة الأولى التي تكون تحت حكم الأحكام المسبقة … و قررت أن أعطي لنفسي مهلة … و أعيد قراءة الاستجواب … بعيد عن أي حكم مسبق … و كانت صدمتي أكبر خلال القراءة الثانية … كيف لا و أنا أجد اسما واحدا يطغى على الحوار … اسم الرفيقة ” نبيلة منيب ” …

أخذت القلم و بدأت بإجراء إحصاء بسيط … فوجدت إسم ” نبيلة منيب ” تكرر على لسان أو قلم رفيقنا اثني و عشرين مرة … نعم نعم 22 مرة … و تكررت صفة الأمينة العامة ثماني مرات …. نعم 8 مرات … أما الضمائر العائدة على الأمينة العامة … سواء تلك المضافة للإسم … أو المتصلة بالأفعل … فقد تعبت من إحصائها … و رميت أرقامها خلفي …

و هنا قلت … أكل هذا من … من أجل هذا … هل انتقل منظرو و مفكرو اليسار … و أخص بالذكر بعض يساريي الحزب الإشتراكي الموحد … من تفكيك عقدة أوديب … إلى صياغة نظرية عقدة منيب ؟؟ و هل انتقلوا من تأويل فكرة قتل الأب … إلى صياغة فكرة قتل الأمينة العامة ؟؟؟ أ هذا هو البوح الذي وصفته الصحافية التي أجرت الحوار ب ” البوح برؤية عميقة و تحليل مهما اختلفت معه فإنك تحترمه ” … بحثت عن التحليل فلم أجده … و بحثت عن الرؤية العميقة … فوجدت بدلها التسطيح و السطحية … و كلام القيل و القال … و وصف الأحداث من وجهة نظر واحدة … وصف فيه الكثير من التجني …

قلت مع نفسي قد أكون مخطئا في تحليلي و تقييمي … و أن الناس لازالت مرتبطة بعقدة أوديب و لا وجود لعقدة منيب … ثم … ثم اطلعت البارحة على قائد آخر من قادة الحزب الإشتراكي الموحد …. و النائب البرلماني عن نفس الحزب … اطلعت على رسالة استقالته من الحزب … و في مطلعها ” لقد جاوزت خارقة القانون و المتنكرة لقيم اليسار … المدى “…

ثم مباشرة بعد هذه الفقرة يكتب أسفلها ” بدون تحية لأن التحية توجه لمن هو أهل لها ” …. هكذا … و الله العظيم هكذا … هذه افتتاحية رسالة موجهة ” إلى السيدة الأمينة العامة للحزب الإشتراكي الموحد ” كما كتب … فأي عقدة أكبر من هذه العقدة ؟؟ أي أدب هذا ؟؟ أي سلوك هذا ؟؟ أي احترام هذا ؟؟ أي أخلاق هذه ؟؟؟ عبر التاريخ … و في المراسلات الجارية بين ألد الأعداء … و في عز الحروب … لا تكون الرسائل بهذه الصيغة … حتى بين الخصوم تكون شهامة الأخلاق …

ما معنى أن تفتتح رسالتك ب ” بدون تحية ، لأن التحية توجه لمن هو أهل لها ” ؟؟؟ ثم و عبر كل فقرات و جمل و كلمات الرسالة لن تجد سوى الألفاظ و الكلمات القدحية … و الصفات و الأوصاف القبيحة و هذا أقل وصف لهذه الكلمات … كلها في حق الرفيقة نبيلة منيب … و بعد هذا أليس من حقي القول بأن بعض قادتنا … بعض قادة الحزب الاشتراكي الموحد … انتقلوا من عقدة أوديب … إلى عقدة منيب … و من محاولة قتل الأب … إلى محاولة قتل الأمينة العامة …

ملاحظتين على الهامش :
– الصراع داخل الحزب الإشتراكي الموحد … في عمقه حالة نفسية …
– أضع بين أيديكم استقالة ” مصطفى الشناوي ” و لكم واسع النظر بعد قراءتها …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى