الرئسيةثقافة وفنون

بين الابتكار والإشاعات..مستر بيست يثير الجدل بتصوير مغامراته داخل الأهرامات المصرية

أصبح اسم مستر بيست (MrBeast) مرادفًا للابتكار والإثارة في عالم صناعة المحتوى الرقمي، الشاب الذي أحرز نجاحًا ساحقًا على منصات يوتيوب وتيك توك، محققًا 319 مليون مشترك على الأولى و104 مليون متابع على الثانية، تمكن من بناء إمبراطورية إعلامية رقمية فريدة.

في خطوة غير مسبوقة، قرر مستر بيست استئجار الأهرامات في مصر لمدة 100 ساعة، لتكون بمثابة مسرح لتحدياته المذهلة وأفكاره المبتكرة، هذه المبادرة الجريئة تضاف إلى سلسلة مشروعاته الطموحة، التي تسعى إلى دمج الترفيه والإثارة في سياق فني يعكس قدرته على خلق تجارب لا تُنسى لجمهوره العالمي.

وكشف مستر بيست، في منشور على حسابه في إنستغرام، عن تفاصيل هذه المغامرة التي شملت تصوير أفلام داخل الأهرامات، مع وعد بمرافقة مرشد سياحي يشرح له المعلومات التاريخية، كما ذكر أنه سيتاح له الوصول إلى أماكن سرية وغرف لم يرها أحد من قبل.

وأثار  هذا الإعلان  جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن صحة هذه المعلومات، ما دفع وزارة السياحة والآثار المصرية إلى التدخل وتوضيح الأمور، حيث نفت الوزارة بشكل قاطع ما تردد عن “تأجير الأهرامات”، وأكدت أن مستر بيست حصل على تصريح رسمي لتصوير مجموعة من الأفلام في المنطقة الأثرية في أوقات غير رسمية، دون أن يتم غلق المنطقة على الإطلاق أمام الزوار.

كما أوضحت الوزارة أن التصوير كان جزءًا من جهود الترويج السياحي لمصر، لاسيما في إطار تسليط الضوء على حضارتها القديمة. باعتبار الأهرامات من أعظم وأشهر المعالم السياحية في العالم، وتحمل في طياتها تاريخًا طويلًا وثراءً ثقافيًا لا يُضاهى، مما يجعلها مكانًا محط اهتمام لا ينتهي من الزوار

وأضافت الوزارة أن جميع الإجراءات القانونية والأمنية تم اتخاذها قبل بدء التصوير، وأن فريقاً من الآثاريين كان يرافق مستر بيست طوال فترة التصوير لضمان الالتزام بالضوابط المعمول بها والحفاظ على المنطقة الأثرية، كما أكدت أن المنطقة كانت مفتوحة للزوار خلال ساعات العمل الرسمية، وأن التصوير تم فقط في أوقات لا تتداخل مع حركة السياح.

ورغم الجدل الذي أثير حول “المبيت في الهرم”، فإن مصادر من مدينة الإنتاج الإعلامي أكدت أنه لم يتم السماح لمستر بيست بالمبيت داخل الأهرام، بل تم تصوير الفيديوهات على مدار عدة أيام في أوقات متعددة.

إضافة إلى ذلك، أكد عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس أن فكرة “تأجير الهرم” غير صحيحة، وأن ما حدث هو مجرد تصوير أفلام دعائية للترويج للسياحة المصرية، وأوضح أن مستر بيست قد حصل على إذن لتصوير في المنطقة الأثرية مقابل رسوم محددة، وهو أمر يتبع الإجراءات المتبعة في العديد من البلدان حول العالم، مشيرًا إلى أن تصوير هذه الأفلام يعكس ترويجًا للسياحة الثقافية لمصر.

مستقبل مستر بيست في عالم الإعلام الرقمي يبدو واعدًا، خصوصًا مع استمراره في تنفيذ مشاريع مبتكرة تجمع بين الترفيه والتثقيف.

في النهاية، سواء استأجر الأهرامات أو لا تبقى خطوة مستر بيست في تصوير مغامراته في الأهرامات لمدة 100 ساعة مثالًا آخر على أن النجاح في عصرنا الحالي لا يعتمد فقط على قوة الأفكار أو الميزانية الضخمة، بل على القدرة على الخروج عن المألوف وجذب انتباه الجمهور بأسلوب مبتكر.

إن هذه التجربة تمثل مرحلة جديدة في صناعة المحتوى الرقمي، حيث يدمج فيها مستر بيست بين تاريخ عريق وحداثة وسائل التواصل الاجتماعي، ليحقق تفاعلًا غير مسبوق مع جمهور واسع ومتعدد الثقافات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى